مرحباً بالحرب الباردة الجديدة!

العرب والحرب الباردة  الأولى

لم يشعر الثوريون واليساريون في العالم بشكل عام وفي وطننا العربي بشكل خاص بمقدرة على التحرك والتعبير أكثر مما شعروا في أثناء الحرب الباردة والتي اشتدت في سبعينات وثمانينات القرن الماضي. فقد فرض التوازن بين معسكري الشيوعية الماركسية والصهيونية الرأسمالية قواعد سمحت لليسار العربي عامة والحركة القومية العربية خاصة أن تتحرك بحرية وتعبر عن نفسها وتثور وتنتظم وتنظم وتحكم و تنشر فكرها خارح الحدود الجغرافية التي رسمها الإستعمار في أعقاب الحرب العالمية الأولى… فتمكن المشروع القومي العربي أن يوجد له أرضاً وتنظيماً في كل الوطن العربي وإن تفاوتت الإستجابة لإختلاف الظروف التأريخية التي مر فيها كل بلد من تلك البلدان. وهكذا وجد التيار الناصري صدى وتعاطفاً في كل الوطن العربي حتى أصبحت حكومات الجزيرة والخليج تخشى على نفسها منه وتتقيه بالموافقة على مشاريع سياسية لم تكن حقاً راغبة فيها أو مؤيدة لها، كما حدث حين وافقت مكرهة على لاءات الخرطوم الثلاثة! ونجحت حركة القوميين العرب في خلق الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كمعبر حقيقي عن مشروعها القومي في التصدي للهجمة الصهيونية على الوطن بقتاله حقاً لا إستجدائه كما تفعل منظمة التحرير اليوم.. لكن النجاح الأكبر كان لحركة البعث والتي تمكنت في العراق وسورية من بناء دولتين قوميتين ستظلان رغم كل الهفوات والسلبيات والأخطاء أصدق مثال على نجاح المشروع القومي العربي في القرن العشرين!

وتحقق كل ذلك في ظل الحرب الباردة والتي ضمنت للحركة القومية خاصة واليسار العربي عامة هامشاً كبيراً للحركة حيث لم يكن التوازن الناتج عن الحرب الباردة ليسمح للصهيونية أن تغزو أرض العرب علانية. فالمؤامرة التي مارستها الصهيونية في أرض العرب خلال أربعة عقود، والتي كانت كذلك محددة بقواعد يفهمها الجميع، لم تكن كافية لإسقاط المشروع القومي العربي، وتوازن الحرب الباردة كان يمنع قيام غزو مباشر. لذا فإن كل المحاولات لدحر المشروع القومي لم توفق خلال تلك الحرب الباردة.

فقد كانت الحرب الباردة رحمة للعرب الطيبين الطامعين بالإستقلال وبناء وطن حر كريم وعادل.. وقد كتبت في أعقاب سقوط الدولة الشيوعية (وليس سقوط الماركسية كما يتصور البعض) في تسعينات القرن الماضي عن مقدار الضرر الذي سيلحق بنا وعاتبني فيه بعض معارفي من الأوربيين بحجة أن إنتهاء الحرب الباردة يعني الرخاء والرفاه للجميع، لكني كنت على يقين أن المشروع القومي العربي والفكر التقدمي في أرض العرب ستصبح فريسة سهلة للإستكبار الصهيوني الرأسمالي. وهكذا كان!

وأول مصداق لتوقعاتي كان حصار العراق الأكثر ظلماً في تأريخ القرن العشرين والذي قهر الإرادة القومية عند شعب العراق وأذل القوم ومسخ هويتهم وسلبهم كرامتهم ثم إستعلى المسخ من القوم من دعاة الدين المنافقين ومن مرضى النفوس الموجودين في كل مجتمع.. وأعقب كل ذلك الهدم الممنهج وإعداد الشذاذ للمرحلة القادمة بالغزو البربري الأول في القرن الجديد في محاولة سافرة لخلق قاعدة جديدة في العلاقات الدولية تقضي بأن للصهيونية الرأسمالية الحق في تقرير مصاير الشعوب بما يتناقض وميثاق الأمم المتحدة الذي وضع في أعقاب الحرب العالمية الثانية والذي بني على قاعدة حق الشعوب في تقرير مصيرها… إن ما أرادت الصهيونية الرأسمالية تثبيته هو ان انتهاء الحرب الباردة أوجد مناخاً وحقائق جديدة تتيح لهم ذلك، فغزوا العراق واستباحوه وغيروا كل شيء فيه من سياسة وإقتصاد وجيش وأمن وعلاقات إجتماعية وحين إنتهوا من ذلك اسلموه للخونة واللصوص ليعيثوا فيه فساداً. وإنتهى الأمر بالعراقيين، الذين وضعوا قواعد بناء مجتمع متحضر وعادل في نهاية القرن الماضي، وهم يناقشون اليوم ما إذا يصح تشريع قانون يجيز إغتصاب الطفلة بنت التاسعة بحجة الزواج! قاتلهم الله وقاتل الدين الذي يجيز إغتصاب الأطفال ولعن الله كل عمامة تقف خلف ذلك!

وما أن نجح المشروع الصهيوني في أول حلقاته في دمار العراق وإخراجه من النظام السياسي في المنطقة حتى تحركت الصهيونية في مناطق أخرى من أرض العرب…فإذا بصهيوني فرنسي واحد يطلع علينا كل عام في بلد عربي وهو يثير بهائم الأمة ويبعث الغث فيها بحجة المطالبة بالعدالة والحقوق وهم في حقيقة الأمر لا يريدون سوى الفوضى.. ثم طلعت علينا الصهيونية بمسميات جديدة قلبت المعنى اللغوي للكلمة العربية الجميلة فسموا الخراب “ربيعاً” و الصهيوني “عربياً”.. والغزو “تحريراً”…وذهبوا أبعد من ذلك حين إمتلكوا الوقاحة، وهي ليست إلا وقاحة، فادعوا أن حكومات الجزيرة والخليج، وهي أكثر دول العالم إستبداداً وتخلفاً وقمعاً للحريات وسلباً للحقوق، أصبحت حريصة ومدافعة عن حقوق الإنسان والحريات في العراق وسورية ولبيا ومصر وتونس ومناطق أخرى إلا الخليج والجزيرة!

ولم تكن ليبيا بحاجة لمجهود كبير كي تهدم لأن تخلف الشعب هناك سمح بذلك فانتهت ليبيا تحكمها عصابات لا على مستوى المحافظة أو المدينة بل على مستوى القرية والقبيلة الصغيرة!

لكن الأمر كان مختلفاً في سورية، فرغم عنف ووحشية الإخوان المسلمين السوريين، وهم بداية التمرد المسلح، ورغم شراسة الهجمة وما حشد لها من تنظيمات تعيش على مذهبية لا تعرف من الدين سوى الحقد. رغم كل ذلك فإن شعب سورية ومشروعه القومي يمتلك من الأصالة والحصانة ما مكنه أن يمتص الضربة الأولى المذهلة، والتي عرضت المشروع والدولة والأمة العربية لنتيجة مخيفة في مرحلة من عام 2012، وبرباطة جأشه بعقيدة راسخة وإعادة نظر ورسم خطط جديدة وتدريب جديد من أن يمتلك المبادرة في قلب الميزان ليصبح اليوم في موضع الهجوم بعد أن كان لأكثر من عامين في موضع الدفاع، مما يبشر بالقدرة على انتزاع النصر ولو بثمن باهض!

 إن أياً من هذا ما كان ليحدث لو لم تنته الحرب الباردة عام 1990!

الحرب الباردة الثانية

لا يوجد ذكاء مطلق كما لا توجد غباوة مطلقة.. والصهيونية الرأسمالية ليست مستثناة من ذلك. إلا أنها أحست في ظل إنتصاراها أنها على وشك كتابة نهاية التأريخ فعلاً كما تصور (فوكوياما)، فكشفت عن غباوة في التصور.

فقد صورت الصهيونية العالمية الحركة الشيوعية في القرن العشرين وكأنها الشر الذي يهدد أمن وسلامة العالم، رغم أن تلك الأخيرة لم تشن حرباً عدوانية خارج حدودها وكانت الضحية الأكبر للحرب العالمية الثانية الي أنتجها الصراع داخل النظام الرأسمالي بين الرأسمالية الوطنية والرأسمالية الصهيونية والتي أنتهت بإنتصار الأخيرة. وهكذا سممت أذهان شعوب الأرض بإعلامها الواسع وأفلام هوليود البالغة التأثير في خلق صورة كالحة للشيوعي الذي يخطط لخراب الأرض. ونجحت نجاحاً باهراً في ذلك لذا نجد أكثر العرب يكرهون الروس ويتوجسون منهم خيفة بينما ليست لديهم أية مشكلة مع الأوربيين، من قتلتهم، من الأمريكيين والبريطانيين والفرنسيين الذي خربوا أرض العرب وقتلوا أهلها لقرن من الزمن.

لكن حقيقة موقف الغرب (وأستعمل هذا المصطلح مجازاً لأعني به كل الأرض والدول التي تقع غرب فينا كما وصفها مترنيخ) من روسيا أعمق بكثير من ذلك وهي ليست نتيجة النظام الشيوعي فيها. وتأريخ أوربا قبل الشيوعية في روسيا يكشف حقيقة التحسس الأوربي من روسيا وحملة نابليون المدمرة ضدها أكبر دليل على ذلك… فلم تكن روسيا شيوعية يومها ولم تكن لها حدود مشتركة مع فرنسا بل لم تكن تشكل خطراً مباشراً على فرنسا إلا أن التوجس من أي نهوض لروسيا حقيقي في عمق الوجدان الأوربي لأسباب قد تبدو غيبية في بعض الأحيان.

وهكذا فإنه ما أن أنتهت روسيا بعد سقوط النظام الشيوعي من التقاط أنفاسها، وهو أمر كان في صالح أوربا ذلك لأن روسيا النووية لا يجوز أن تكون في فوضى، إلا وسارعت الرأسمالية الصهيونية في وضع خططها لاحتواء روسيا من جديد كما فعلت في كل العصور قبل الشيوعية وأثناءها. فساهمت في تأليب الشعوب المحيطة بروسيا عليها.

لكن الأهم من كل ذلك هو أن الصهيونية الرأسمالية نجحت في وضع أعوانها من الروس، ولديها كم من هؤلاء، في مواضع متمكنة في النظام السياسي والإقتصادي الروسي مما شكل قوة ضاغطة خلال العقد الماضي من أجل تسهيل عملية ابتلاع روسيا من قبل الرأسمالية الصهيونية وعدم تركها وهي تحاول إنشاء نظام رأسمالي مستقل عن الهيمنة الصهيونية، وقد نجح هذا الجناح الموالي للصهيونية في مواضع متعددة…

إلا أن نجاحه السريع قد يكون سب فشله القادم..

ذلك لأن هناك فرقاً في تأليب الشعب البولندي لأسباب تأريخية معروفة وحديثة عهد، وقد يكون من السهل تأليب شعب لاتفيا على سبيل المثال. إلا أن الأمر يختلف حين يصل الحصار الأوربي إلى بلاروسيا وأوكرانيا. وما أكتبه الآن يخص أوكرانيا لأنها حديث الساعة، وهي سبب بعث الحرب الباردة.

ولا بد للقارئ أن يعرف تاريخ أوكرانيا كي يفهم قيمة ذلك لوجود روسيا. ذلك لأن أوكرانيا رغم أنها تشكل اصل الشعوب الروسية وأصل اللغة التي تطورت في كييف يوم لم تكن موسكو موجودة، ورغم أن كثيراً من التراث والأدب يرجع للأرض التي تعرف اليوم بأوكرانيا، رغم كل ذلك فإن أوكرانيا الجغرافية لم تكن دولة مستقلة فقد تتابعت على حكمها شعوب ودول.. لكنها أصبحت دولة في الإتحاد السوفيتي الجديد. لكنها حتى حين اصبحت دولة في الإتحاد السوفيتي فهي لم تكن بالحدود الجغرافية التي تشكلها دولة أوكرانيا اليوم… فغرب أوكرانيا لم يكن جزءً منها حتى ثلاثينات القرن الماضي.. وأهل غرب أوكرانيا ليسوا على وفاق مع أهل الشرق الميالين للروس واللغة الروسية وأهل غرب أوكرانيا يحسون بإنتماء وطني لحلم إسمه “أوكرانيا” وإن لم يكن ذلك معرفاً بحق وهم الذي بدؤوا الفتنة الأخيرة… أما أهل جزيرة القرم فأغلبهم من الروس وكانوا جزءاً من روسيا السوفيتية… لكن نيكيتا خروتشوف، زعيم الإتحاد السوفيتي، والذي كان من اصل أوكراني قرر عام 1954 ضم القرم إلى أوكرانيا… ولم يعترض أهلها على ذلك الضم بسبب أن أوكرانيا كانت جزءاً من الإتحاد السوفيتي ولم تكن هناك مدعاة للشكوى.. إلا أن الأمر تغير حين انتهى الاتحاد السوفيتي واستقلت أوكرانيا فوجد أهل القرم أنفسهم دون خيار جزءً من أوكرانيا معزولين عن روسيا التي كانوا يعدونها أما وأصلاًّ..

إن هذه اللمحة التأريخية لا بد منها لكي يفهم المتابع ما تعنيه أوكرانيا لوجدان الشعب الروسي وللروس في أوكرانيا.. فروس أوكرانيا لا يريدون العيش في ظل حكم يقوم على اساس القومية الأوكرانية التي تميز ضد الروس… وأهل القرم لا يريدون أقل من العودة إلى روسيا كما كانوا قبل عام 1954.. وأهل غرب أوكرانيا لا يريدون أقل من الإلتحاق بالغرب أي للإنتماء للدول غرب فينا كما عرفها مترنيخ.

أما روسيا فإنها تفهم أن ما يحدث في أوكرانيا ليس فقط تطلعات شعوب تلك الدولة للإرتباط بنظام أو دولة أخرى….إن قادة روسيا يفهمون اليوم أن الهجمة على أوكرانيا تهدف لاحتواء روسيا في عقر دارها.. ذلك لأن مجرد الكلام عن أوكرانيا في حلف الأطلسي يشكل عدواناً أكبر مما عدته أميركا عام 1961 حين وضع الاتحاد السوفيتي صواريخ في كوبا.. فأوكرانيا ليست مجرد جغرافية تحيط بالروس، بل إنها جزء من تأريخ وتراث الشعب الروسي ولا يمكن السماح بالتعدي على الحقائق التأريخية.. إن بوتين ومن حوله لا يمكن لهم أن يتخلوا عن هذه الحقيقة وأي تساهل في هذا المجال سوف ينهي مشروعهم السياسي لحكم روسيا. إن هذا يعني أن “الغرب” أخطأ في فهم ما تعنيه أوكرانيا فكانت لعبته في تحريك الوطنيين في أوكرانيا خطأً كبيراً.. فلا يمكن لبوتين إلا أن يستجيب لطلب الروس في القرم وبقية أوكرانيا للتدخل بشكل أو بآخر…

ولا يمكن لبوتين أن يؤجل ضم القرم لروسيا، كما يطالب أهلها بحق بعد إبداء رأيهم في الإستفتاء، بل يستطيع أن يدعو الغرب للبحث في موضوع مستقبل أوكرانيا من أجل محاولة الوصول لإتفاق لترتيب الوضع في عموم أوكرانيا، لكنه لا يستطيع أن يبقى متفرجاً إذا ما أعتدي على الروس في أوكرانيا… وأياً حدث فإن هذه الحقائق تؤكد فتح باب الحرب الباردة الجديدة بين روسيا و “الغرب”…

أين نحن من هذا؟

إن أي حرب باردة بين روسيا والغرب نافعة لنا ولا شك. فهل يمكن لنا المساهمة في تعميقها لتحقيق نفع أكبر؟ إن مما لا شك فيه أن الحركة القومية العربية قادرة على الدعم السياسي والمعنوي لموقف روسيا من هذه الهجمة ووضع الثقل بالكامل مع الشعب الروسي وإيصال الرسالة الواضحة للروس أن العرب الصادقين يقفون معهم في هذه المواجهة… وهذا الموقف قد لا يكون ذا قيمة كبيرة لكنه سوف يعزز في المواطن الروسي معنى الحليف ومتى يوجد. كما انه سوف يحرك الشارع الروسي كي يضغط على حكومة بوتين لتخفيف ثقل الجناح الصهيوني في السلطة المعيق للتأييد الروسي للمعركة القومية في سوريا وللقضية الفلسطينية التي تقاد اليوم للإستسلام التام.

كما إنه يمكن لنا أن ننتفع من المواجهة المقبلة للحرب الباردة عن طريق تأمين عدم وقوع تدخل سافر مباشر كما وقع في العراق عام 2003، فإذا لم يتحقق أي شيء آخر فإن هذا وحده متنفس طال إنتظاره!

لكن هناك ما هو أكثر أهمية مما يمكن للعرب أن يساهموا فيه من أجل دعم روسيا وبالتالي خدمة مشروعهم القومي..ذلك أن روسيا، كما سبق وكتبت، أسيرة النظام الرأسمالي الصهيوني وقد سعت منذ مدة لقبولها في نادي الدول الرأسمالية الكبرى وقدمت في سبيل ذلك تنازلات كبيرة. وهي اليوم سوف تبتز من هذا الباب…والحقيقة إن هذا القيد مقيد لحرية الحركة. وعلى روسيا أن تحسب حساباً لكل خطوة تخطوها لأنها ليست مستقلة بالمعنى الكامل ما دام الميزان المالي في العالم خاضعاً للدولار الذي تتحكم به المصارف الصهيوينة الرأسمالية الخاصة كما تشاء!

إن المشروع القومي العربي مدعو اليوم أكثر من أي فترة أخرى أن يعمل على دعم خلق نظام مالي بديل للدولار.. وقد قيل عام 2003 أن سبب تسريع غزو العراق كان قرار بغداد وقف التعامل بالدولار النفطي.. فيجب على سورية اليوم أن توقف التعامل بالدولار وتضع حداً لهذه المهزلة في بيع الدولار في السوق وكأنه عملة بديلة بل أصلية.. كما أنه عليها أن ترفض قبول الدولار وسيطاً لتبادلها التجاري… ولا يكتفي الأمر عند هذا بل لإن على سورية ومن معها من العرب القوميين السعي لدى دول العالم الأخرى لكسر هذا القيد.. فمجموعة دول البريكس بحاجة لتدعيم إستقلالها المالي وقد يكون من المعزز لموقف روسيا في الحرب الباردة المقبلة دفع دول أخرى للدخول في هذا المشروع.. ألم يحن الوقت لسورية أن تنتضم في هذا؟ ألم يحن الوقت كي تسعى سورية مع إيران للمشاركة في كسر قيد الدولار مما سيمكن روسيا من التحرر منه والوقوف مع من وقفوا معها في حربها الباردة المقبلة.

كما إن واجب القوميين العرب اليوم هي تنبيه العرب الطيبين من سكان الجزيرة والخليج كي يفهموا ان ربط عملاتهم بالدولار تضر بهم وبمستقبلهم ومستقبل أولادهم لأن الدولار عملة ملاءمة للصهيونية الرأسمالية بينما يربط العرب إقتصادهم كلياً بعملة لا مقدرة على التأثير فيها… فإذا سقط الدولار غداً فإن الإقتصاد الرأسمالي يستطيع أن يعيش بصناعته وقاعدته الإنتاجية أما الإقتصاد العربي للخليج والجزيرة فهو يعيش على سندات بالدولار قد لا تساوي وقتها سعر الورق الذي طبعت عليه…. إن بمقدور القوميين العرب التأثير على  شعوب الجزيرة والخليج للخروج من سيطرة الدولار وكل ذلك سيكون في خدمة المشروع القومي للعربي ونصراً للحرب الباردة الجديدة..

فمرحباً بها!

 عبد الحق العاني

18 آذار 2014

This Post Has One Comment

  1. أحمد هندي

    شكراً على المقال، دائماً تضع النقاط على الحروف
    وفقكم الله

اترك تعليقاً


CAPTCHA Image
Reload Image