قل ولا تقل / الحلقة السابعة والثلاثون

إذا كنا نعاقب من يعتدي على الأثر التأريخي أو البيئة ألا يجدر بنا أن نعاقب من يهدم لغتنا؟

إن اللغة العربية هي أعظم تراث للعرب وأقدسه وأنفسه، فمن استهان بها فكأنما استهان بالأمة العربية نفسها وذلك ذنب عظيم ووهم جسيم أليم. (م ج)

 

قل: الإرواء والتروية لسقي الزرع والغرس

ولا تقل: الرَّي ولا الرِّي ولا الرّوي

وذلك لأنه يقال رَوي الزرع أو الغرس بنفسه من الماء، يروي رَيَّاً ورِيَّاً ورِوى، ويقال ترّوى ترّوياً فإذا سقاه الإنسان بالإجراء أو الإساحة أو بطريقة من الطرائق غيرهما قيل “أرواه يُرويه إرواءً ورواه يُروَيه تروَية.” قال الجوهري في الصحاح: “رويت من الماء بالكسر أروي رَيّا ورِيّا أيضاً …. وارتويت تروَّيت كله بمعنى”.

وجاء في لسان العرب: “رَوِيَ من الماء، بالكسر، ومن اللَّبَن يَرْوَى رَيّاً ورِوىً أَيضاً مثل رِضاً وتَرَوَّى وارْتَوَى كله بمعنى، والاسم الرِّيُّ أَيضاً، وقد أَرْواني. ويقال للناقة الغزيرة: هي تُرْوِي الصَّبِيَّ لأَنه يَنام أَول الليلِ، فأَراد أَنّ دِرَّتها تَعْجَلُ قبلَ نَوْمِه…” انتهى.

وقد نقل أكثر كلام الجوهري في الصحاح إلا أنه جعل “الرّي إسماً للمصدر وزاد عليه الرباعي المتعدي وهو أرواني ومصدره “الإرواء”. ويقال للمبالغة “روّاه يُروّيه تروية” قال عويف القوافي يرثي سليمان بن عبد الملك:

ذاك سقى ودقاً فروّى ودقه             قبر إمرئ أعلم ربي حقه

قال أبو العباس المبرد: وقوله” ذاك سقى ودقاً فروّى ودقه يقال فيه قولان أحدهما: فروى الغيم ودقه هذا القبر يريد من ودقه فلما حذف حرف الجر عمل الفعل. والقول الآخر كقولك: روّيت زيداً ماءً. وروّى أكثر من أروى لأن رَوّى لا يكون إلا مرة بعد مرة، يقول: فَرَوَّى الله ودقه أي جعله رواءاً”انتهى. وقال ديك الجن:

روَّيت من دمها الثرى ولطالما          روَّى الهوى شفتيَّ من شفتيها

وقد ورد “روى يروي” متعدياً بالحرف وهو بمعنى استقى.

قال الجوهري في الصحاح: “قال يعقوب (ابن السكيت): ورَوَيْتُ القوم أَرْويهِمْ، إذا استقيتَ لهم الماء.”

وجاء في لسان العرب مثله وزاد عليه قوله “قال: رَوَيْت على الرّاوية أَرْوِي رَيّاً فأَنا راوٍ إِذا شدَدْتَ عليهما الرِّواء” يعني الحبل الذي يُروى به على الرواية، ثم قال “ورويت على أهلي ولأهلي رَيَّاً أتيتهم بالماء”. فعلمنا أن أصل قولهم “رويت القوم أرويهم” هو “رويت القوم ورويت عليهم” أي استقيت لهم، معلوم أن الإستسقاء غير تروية الزرع وإروائه، فقل: الإرواء أو التروية ولا تقل: الرَّي والرّوي بهذا المعنى. (م ج)

 

قل: ان هذه الأمسيَّة فريدةٌ من الأماسيّ (بالتشديد)

ولا تقل: هذه الأمسيَةُ (بالتخفيف)

وذلك لأن “الأمسيَّة” بمعنى المساء أصلها أمسُوية على وزن أفعولة فأبدلت الواو ياءً وأدغمت في الياء الأخيرة فصارتا ياءً مشددة أي أمسيَّة كالأغنيَّة واصلها “أغنويّة” والأمنيَّة أصلها “أمنويّة” والأحجية أصلها “أحجويّة” و الأضحية اصلها “أضحويّة” كالأضحوكة والأغلوطة والأنشودة والأحدوثة. وللأفعال ذوات الوجهين صورتان الأصلية والإبدالية وكالأدحيّة والأدحوّة لمبيض النعام. فالأدحية التي أصلها “أدحويّة” مشتقة من دحى الشيء يدحاه دحياً أي بسطه، والأدحوة التي لا ابدال فيها هو من دحا الشيء يدحوه دحواً أي بسطه وذوات الياء منها أكثر من ذوات الواو في الإستعمال لأن الياء في هذا الوزن أخف من الواو فقولنا “أمسية” على الخطأ هو نقلها الى “أفعلة” بحذف الواو وكُسِرت السين لمكان الياء بعدها، وهذا مخالف للسماع والقياس، وكل ما خالف السماع والقياس يجب أن يُطرح وينبذ وشذت “الأنملة” على لغة ضعيفة.

وجمع الأمسية أماسيّ كأمانيّ جمع الأمنيّة وأحاجي جمع الأحجيّة وأغاني جمع الأغنيّة والتخفيف جائز في الجمع دون المفرد. (م ج)

 

قل: شَمِمْتُ الريحان

ولا تقل: شَمَمْتُ الريحان

وكتب الكسائي: ” وتقول: شَمِمْتُ الريحان بكسر الميم. قال الشاعر:

ألا لَيتَ أني قبل تدنو منيتي      شَمِمْتُ الذي ما بين عينيك والفمِ” إنتهى

وخالف الجوهري الكسائي فكتب في الصحاح:

“شَمِمْتُ الشيء أَشَمُّهُ شَمّاً وشَميماً، وشَمَمْتُ بالفتح أَشُمُّ لغةٌ…… والشَمَمُ ارتفاعٌ في قصَبة الأنف مع استواءِ أعلاهُ. فإن كان فيها احدِيدابٌ فهو القَنا.”

وكتب ابن فارس في المقاييس:

“الشين والميم أصلٌ واحد يدلُّ على المُقارَبة والمداناة. تقول شَمَمت الشيءَ فأنا أشمُّهُ………. وأشمَمْتُ فلاناً الطيبَ. قال الخليل: تقول للوالي أشمِمني يدك، وهو أحسنُ من قولك: ناوِلْني يدَك.”

 

قل: حَسِبتُ الأمر سَهْلاً

ولا تقل: حَسَبتُ الأمر سهلاً

وكتب إبن قتيبة: “وحَسِبْتُ الشيء بمعنى ظننت “حِسْباناً” وحَسَبَتُ الحساب “حُسْباناً “؛ قال الله عزّ وجلّ: “الشَّمسُ والقمرُ بِحُسْبَان”، أي: بحساب.”إنتهى

وكتب ابن منظور في باب “حسب” من لسان العرب:

“وحَسَبَ الشيءَ يَحْسُبُه، بالضم، حَسْباً وحِساباً وحِسابةً: عَدَّه. أَنشد ابن الأَعرابي لـمَنْظور بن مَرْثَدٍ الأَسدي: يا جُمْلُ! أسْقِيتِ بِلا حِسابَهْ، سُقْيَا مَلِيكٍ حَسَنِ الرِّبابَهْ، قَتَلْتني بالدَّلِّ والخِلابَهْ أَي أُسْقِيتِ بلا حِسابٍ”. إنتهى

وكتب في موضع آخر من الباب نفسه:

“وحَسِبَ الشيءَ كائِناً يَحْسِبُه ويَحْسَبُه، والكَسر أَجْودُ اللغتَين (1) (1 قوله «والكسر أجود اللغتين» هي عبارة التهذيب)، حِسْباناً ومَحْسَبَةً ومَحْسِبةً: ظَنَّه؛ ومَحْسِبة: مصدر نادر، وإِنما هو نادر عندي على من قال يَحْسَبُ ففتح، وأَما على من قال يَحْسِبُ فكَسَر فليس بنادر.” إنتهى

 

قل: ما كان ذلك في حسباني

ولا تقل: ما كان ذلك في حسابي

وكتب الحريري: “ويقولون: ما كان ذلك في حسابي، أي في ظني، ووجه الكلام أن يقال: ما كان ذلك في حسباني، لأن المصدر من حسبت بمعنى ظننت محسبة وحسبان بكسر الحاء، فأما الحساب فهو اسم للشيء المحسوب.

واسم المصدر من حسبت الشيء بمعنى عددته الحسبان، بضم الحاء، ومنه قوله تعالى: و “الشمس والقمر بحسبان” وقد جاء الحسبان بمعنى العذاب، كقوله تعالى: “ويرسل عليها حسبانا من السماء” وأصله السهام الصغار، الواحدة حسبانة.” إنتهى

وأضاف ابن فارس في المقاييس شرحا آخر للحسبان فكتب في باب “حسب”:

“ومن هذا الأصل الحُسبْان: سهامٌ صغار يُرْمى بها عن القسيِّ الفارسية، الواحدة حُسبانة. وإنما فرق بينهما لصِغَر هذه و[كبر] تلك. ومنه قولهم أصاب الأرض حُسبان، أي جراد. وفُسِّرَ قوله تعالى: “وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَاناً مِنَ السَّمَاء” [الكهف 40]، بالبَرَد”. إنتهى

 

قل: إليكم أذان الصلاة حَسَبَ التوقيت المحلي

ولا تقل: إليكم أذان الصلاة حَسْبَ التوقيت المحلي

وكتب عبد الهادي بوطالب: “يتردد على ألسنة بعض العاملين في الإذاعة والتلفزة المغربيتين قولهم: “وإليكم أذان الصلاة حسْب (بسكون السين) توقيت الرباط ” والصواب حَسَب (بفتح السين).

لكلٍّ من حَسْب وحَسَب معنى. حَسْبُ تفيد معنى كافٍ أو يكفي. وفي القرآن الكريم: “حَسْبُنا اللهُ ونعم الوكيل” وقد تكرر هذا التعبير في آيات أخرى. وحسْب (بالسكون) تأتي بمعنى لا غير تُبْنَى على الضم في آخرها فنقول: “حصل التلميذ في الامتحان على نقطتين فَحَسْبُ، أو وَحَسْبُ”.

أما حَسَب (بفتح السين) فمعناها بمقدار، أو بمقتضى حساب كذا. وفعلها هو حسَبَ يَحْسُبُ حِساباً وحُسْباناً أي عَدَّ وأحصى. وعلى ذلك فَحسَب أي بمقدار، ومقتضى حساب، هو الألْيَق بالتوقيت. فنقول: “إليكم أذان الصلاة حسَبَ التوقيت الفلاني”.

وتدخل أحيانا على حَسَب حرف الباء، أو على، أو ترتبط بها كلمة ما. فنقول: “وقع ذلك بَحَسَب ما بلغني، أو على حَسَبِ ما بلغني. أو حسَبَما بلغني”.
لم تفرق بعض المعاجم (وهي قليلة) بين ضبط سين هذه الكلمة، وأجازت ضبطه بالسكون أو الفتح. ومنهجيتي في هذه الحلقات تفضل أن نضبط الكلمات ضبطاً واحداً ما أمكن تحديداً للفوضى اللغوية التي تعانيها العربية.”

 

قل: لا يخفى عليك أن الأمر صحيح

ولا تقل: لا يخفاك أن الأمر صحيح

وكتب اليازجي:”ويقولون لا يخفاك أن الأمر كذا فيعدون الفعل بنفسه والصواب لا يخفى عليك كما صرح في الأساس والمصباح ومنه في سورة آل عمران”إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء”. ومن الغريب أن هذا الوهم وقع لقوم من أكابر الكتاب كقول صاحب نفح الطيب في المجلد الثاني (صفحة 375 من الطبعة المصرية) ولا يخفاك حسن هذه العبارة. وقوله في المجلد الرابع (صفحة 447) ولا يخفاك انه التزم في هذه القطعة ما يلزم.

ومنه قول سراج الدين المدني:

ما الحال قالوا صف لنا             فلعل ما بك أن يزاح

فأجبت ما يخفاكم                   حال السراج مع الرياح” إنتهى

وكتب ابن فارس في المقاييس في باب “خفي”:

“الخاء والفاء والياء أصلان متباينان متضادّان. فالأوّل السَّتْر، والثاني الإظهار. فالأوّل خَفِيَ الشَّيءُ يخفَى؛ وأخفيته، وهو في خِفْيَة وخَفاءٍ، إذا ستَرْتَه……… ويقال خَفَيْتُ [الشَّيءَ] بغَيْر ألِفٍ، إذا أظهرتَه……….. ويقرأ على هذا التأويل: “إنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أَخْفِيها” [طه 15] أي أُظهِرُها”. إنتهى

أما ابن منظور فكتب في لسان العرب في باب “خفا”:

“أَخْفَيْتُ الشيءَ: سَتَرْتُه وكتَمْتُه….  وشيءٌ خَفِيٌّ: خافٍ، ويجمع على خَفايا……وخَفِيَ عليه الأَمرُ يَخْفَى خَفاءً.” إنتهى

 

قل: أنا أقرأ الكتابَ نَفسَه الذي تقرأه أنت

ولا تقل: أنا أقرأ نَفسَ الكتابَ الذي تقرأه أنت

كتب خالد العبري: “من الأخطاء التي شاعت حتى ظنها بعضهم صواباً، تقديم المؤكِّدِ على المؤكَّدِ إذا كان التأكيد بلفظي (النفس والعين)، فتسمعهم يقولون مثلاً: أنا أقرأ نفس الكتاب الذي تقرأه أنت” أو قولهم “زرت نفس البلد التي زرتها أنت”.  والأصل أن لا يتقدم المؤكِّدُ على المؤكَّدِ، فالنفس من ألفاظ التوكيد فكيف تُقدّم على الذي جيء به لتؤكِّده؟

فائدة: وجائز جر التوكيد بالباء، فتقول: “جاء محمد بنفسه” وتكون الباء: حرف جر زائد ونفس: توكيد مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة التي منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة.”

 

قل: سيستمر هذا الوضع حتى إنتخاب الرئيس

ولا تقل: سيستمر هذا الوضع حتى الإستحقاق الرئاسي

شاع في الإعلام اللبناني بشكل خاص والعربي بشكل عام استعمال لفظة “استحقاق” لتعني ممارسة معينة مثل إنتخاب رئيس الجمهورية المنتظر أو إنتخاب مجلس نواب جديد قديم .. ولست على يقين ما هو مصدر هذا الإستعمال وقد يكون ترجمة عن كلمة فرنسية أجهلها لجهلي بالفرنسية حيث أعرف أنها ليست إنكليزية الأصل لخلو الأخيرة من لفظ شبيه.

إلا أن هذا ليس مهماً هنا قدر أهمية معرفة سبب لجوء الإعلام لاستعمال هذا اللفظ…ولا بد عند إستحداث اي إستعمال جديد أن تكون له حاجة وأن يكون الإشتقاق مقارباً في إستعماله للأصل الذي أخذ عنه أو لحاجة جمالية أو فنية لا تتحقق إلا بهذا الإشتقاق. ويجب في هذه الحالة العودة لأصل الكلمة التي وقع منها الإشتقاق وليس التعويل على ما تتناقله العامة في لسانها البائس فهذه المصادر هادمة للغة ومخربة للذوق والثقافة.

فلو نظرنا في أصل الفعل “استحق” لوجدنا ما كتبه ابن منظور في لسان العرب:

“واستحقَّ الشيءَ: استوجبه.

وفي التنزيل: فإن عُثِرَ على أنَّهُمَا اسْتَحقّا إثْماً، أي استوجباه بالخِيانةِ، وقيل: معناه فإن اطُّلِعَ على أنهما استوجبا إثماً أي خيانةً باليمين الكاذبة التي أقْدما عليها، فآخرانِ يَقُومانِ مَقامها من ورثة المُتوفَّى الذين استُحِقَّ عليهم أي مُلِك عليهم حقٌ من حقوقهم بتلك اليمين الكاذبة، وقيل: معنى عليهم منهم، وإذا اشتَرَى رجل داراً من رجل فادّعاها رجل آخر وأقامَ بيِّنةً عادلةً على دعواه وحكم له الحاكمُ ببينة فقد استحقها على المشتري الذي اشتراها أي مَلَكَها عليه، وأخرجها الحاكم من يد المشتري إلى يد مَن استحقَّها، ورجع المشتري على البائع بالثمن الذي أدَّاه إليه، والاستِحْقاقُ والاسْتِيجابُ قريبان من السواء.” إنتهى

مما تقدم يبدو واضحاً أن الإستحقاق هو ما وجب وقوعه. فكيف يكون إستعمال “إستحقاق رئاسي” سليماً إذا كان المقصود وجوب الإنتخاب وليس وجوب الرئاسة؟ أليس الصحيح عندها القول “إستحقاق الإنتخاب الرئاسي”؟  وإذا كنا سنحتاج لقول ذلك فلماذا لا نعدل عن كل هذا ونقول “إنتخاب الرئيس” ونكتفي بموجز القول وبليغه وسليمه دون حاجة لاستعارات طويلة ومغلوطة؟

والإعلام اللبناني لم يكتف بادخال المفردات الفاحشة في الإستعمال مثل “كباش” و “يشي” و “أدلجة” و “جيواستراتيجيا” و “تقاطع” و “معطيات” و “تداعيات” و “تكتيك” و “ديماغوغية” و “ابستمواوجية” وكثير غيرها مما يجهل الكاتب معناه ويعتقد أنه يبدو في إستعماله مثقفاً في حين انه يسهم في هدم قواعد اللغة العربية في الترجمة النصية عن الإعلام الغربي فاصبح يبتدأ بشبه الجملة من دون إضطرار لذلك فيكتب الإعلامي:

“في صبيحة أمس قام الرئيس” وهو يريد “قام الرئيس صبيحة أمس..” لكنه ما دام يفكر بالخبر باللغة الإنكليزية فهو يكتب بأسلوبها كذلك ضارباً قواعد العربية بعرض الحائط.

وهكذا نجد في الجملة أعلاه استعمالاً غريباً على العربية حيث يكثر الإعلاميون من إستعمال النسبة حين يكفي المضاف والمضاف إليه. ذلك لأن القول “إنتخاب الرئيس” أبلغ عند العرب من قول “الإنتخابات الرئاسية”. فليست هناك حاجة للنسبة. ولعل هذا الخطأ الذي إنتشر واتسع في استعمال النسبة أحد عوامل هذه الإشتقاقات الغريبة مثل “الإستحقاق الرئاسي”، فلو لم يستعمل الكاتب النسبة لأضطر للقول “استحقاق الرئيس” ولو فعل ذلك لتوقف لأن هذه العبارة لا تعني ما يريد إيصاله.

هكذا يتضح لنا أن لا حاجة للقول “الإستحقاق الرئاسي” حين يكفي القول “إنتخاب الرئيس”.

وفوق كل ذي علم عليم!

 

عبد الحق العاني

25 تشرين الثاني 2014

This Post Has 2 Comments

  1. عصام الجردي

    تحية،
    نقول حسب ما قال فلان، أم بحسب ما قال؟ أي مفردة أصح لغوياً؟
    نشكر لكم موقعكم واهتمامكم بلغتنا الجميلة المعتدى عليها من أبنائها!

    1. alani

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      اشكرك لكم اهتمامكم وأعتذر للرد المتأخر.
      لا شك أن الكومبيوتر كما قلت يقوم بألف عملية لكن الكلمة اصطلاحية لأتها في الأصل تعني عملية حساب. وهكذا قبلها الإنكليزي برغم انها تقوم بالف عملية. فما الضير اذا استعمل العربي كلمة الحاسوب وقبلها الناس على أنها تقوم بالف عملية؟ ألم يصبح استعمال كلمة “السيارة” مقبولا برغم أنها جاءت أصلا في القرآن لتعني مجموعة من الناس السائرين؟
      لست أقول باستحالة الإستعارة فاذا اكتشف عنصر جديد واختير له اسم باية لغة كانت فلا بأس من ذلك الإستعمال. لكني لا أرتضي أن أستعمل كلمة يوجد لها بديل عربي سليم لمجرد أن المتحدث لا يعرف ما تعنيه كلمة “لوجستك” على سبيل المثال.
      أما ملاحظتك حول الخطأ الذي جاء في استعمال “يساهم” فهو مقبول وسليم. ومن يقع في الخطأ لا يمنع عليه أن يشير على الآخرين بالصحيح من القول في موضع آخر.
      أما سؤالك عن استعمال حسب، فقد كتب ثعلب ان الفصيح عند العرب هو القول: “اعمل على حسب ما أمرتك”. والله أعلم
      سلام
      عبد الحق
      21 تشرين الثاني 2018

اترك تعليقاً


CAPTCHA Image
Reload Image