قل ولا تقل / الحلقة السابعة والخمسون

إذا كنا نعاقب من يعتدي على الأثر التأريخي أو البيئة ألا يجدر بنا أن نعاقب من يهدم لغتنا؟

إن اللغة العربية هي أعظم تراث للعرب وأقدسه وأنفسه، فمن استهان بها فكأنما استهان بالأمة العربية نفسها وذلك ذنب عظيم ووهم جسيم أليم. (م ج)

 

 

قل: شملت الإشتباكات الجيش اللبناني الموجود عند مداخل المخيم

ولا تقل: الاشتباكات طاولت الجيش اللبناني المتواجد عند مداخل المخيم

شاع في إعلام بلاد الشام ومما يردد كل يوم في وسائلها استعمال كلمة “طاول” ويراد بها “شمل” أو “نال” أو “وصل” وهو استعمال شنيع للفعل “طاول”. والمثال أعلاه جاء على موقع إحدى قنوات التلفاز التي تفخر بعروبتها والتي تصر على استعمال “تواجد” و “كباش” و “مولجة” على سبيل المثال في معاني لا علاقة لها بأصل الكلمات.

وكتب ابن فارس في المقاييس: ” الطاء والواو واللام أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على فَضْلٍ وامتداد في الشيء. من ذلك: طالَ الشَّيءُ يطُولُ طُولاً. قال أحمد بن يحيى ثعلبٌ: الطُّول: خلاف العَرض. ويقال طاوَلْت فلاناً فطُلْتُه، إذا كنتَ أطوَلَ منه.” أما الجوهري فقد كتب في الصحاح: ” وأمَّا قولك طاوَلَني فلان فطُلْتُهُ، فإنما تعني بذلك كنت أطْوَلَ منه، من الطولِ والطَوْلِ جميعاً….. واسْتطالَ عليه أي تطاوَلَ. يقال: اسْتطالوا عليهم، أي قَتَلوا منهم أكثر مما كانوا قَتَلوا.” وحيث إنه لم يرد عن العرب إستعمال “طاول” بالمعنى الذي يستعمله أهل الشام اليوم فليس هناك من مسوغ لهذا الإستعمال القبيح ما دام أكثر من فعل يعبر عما يراد ويغني عن الخطأ.

وكأنَّ الخطأ الواحد لا يكفي في الجملة فجاء محرر الخبر باستعمال لا يقل قبحاً حين استعمل “المتواجد” يريد بها “الموجود”. وهذا الإستعمال لـ “تواجد” أكثر شيوعاً من استعمال “طاول”. فأنت ما تنفك تقرأ وتسمع إستعمال “يرجى تواجدكم” أو “المتواجدون في المكان” وهو استعمال وليد الجهالة التي تمكنت من عرب اليوم حتى المتعلمين منهم.

فكتب الجوهري في الصحاح: “وَجَدَ مطلوبه يَجِدُهُ وُجوداً.
ووَجَدَ ضالَّته وِجْداناً. وَوَجَدَ عليه في الغضب مَوْجِدَةً، ووِجْداناً أيضاً، حكاها بعضهم. وأنشد: كِلانا رَدَّ صاحِبَهُ بغَـيْظٍ / على حَنَقٍ ووِجْدانٍ شَديدِ…… وتَوَجَّدْتُ لفلانٍ: أي حزِنت له.” وكتب صاحب اللسان: “ووُجِدَ الشيءُ عن عدَم، فهو موجود، مثل حُمّ فهو محموم؛ وأَوجَدَه الله ولا يقال وجَدَه،……..ووَجَد عليه في الغَضب يَجُدُ ويَجِدُ وَجْداً وجِدَةً وموجَدةً ووِجْداناً: غضب.”

أما التواجد فهو أمر آخر. فاذا قيل “تواجد فلان” فإن هذا يعني أنه أظهر من نفسه الوجد. إذ أن الفعل “تواجد” هو على وزن “تفاعل” وفيه تكلف واظهار صفة غير موجودة، كما يقال في تباكى وتجاهل وتغافل. وقد سبق أن نقلنا في أكثر من حلقة سابقة رأي استاذنا المرحوم مصطفى جواد في هذا الموضوع.  فقل “يرجى حضوركم أو وجودكم” ولا تقل” يرجى تواجدكم”.

قل: جَواز السفر وأجوزة وجوازاته

ولا تقل: باسبورت (السفر)

وكتب مصطفى جواد: “وذلك لأن العرب تسمي هذا الإذن المكتوب “الجواز” على وزن المتاع وتجمعه قياساً وسماعاً على “أجوزة” كأمتعة وتجمعه أيضاً قياساً على جوازات، فإن لم يسمع هذا الجمع عن فصحاء العرب فقد سُجل في كتبهم الأدبية، وينبغي لنا أن نستفيد من الجموع القياسية، فنقيس عليها لنزيل عن اللغة العربية الجمود، الذي صبه عليها المتحجرون من القياس، الذي هو كالدم الطري لقلب اللغة العربية النابض، قال الزمخشري في أساس البلاغة: “وخُذ جوازك وخذوا أجوزتكم، وهو صك المسافر لئلا يتُعرض له”.

وقال ابن مكرم: “والجواز: صك المسافر”. وجاء في نشوار المحاضرة للقاضي التنوخي، أن الخليفة المعتضد الهمام، أمر ذات مرة أن لا يدخل أحد مدينة قزوين، ولا يخرج منها إلا بجواز، وذكر ابن الساعي في سنة 603 هـ، من كتابه الجامع المختصر، وفاة يوسف بن القايني حاجب سور بغداد ومتولي الجواز وذكر مسكويه في تأريخ تجارب الأمم أن فرقة من الجيش أخذوا جوازات ونفقات، وانحدروا الى واسط لاحقين بالأمير سنة 326 هـ.”

قل: بقيت الكتيبة تحت نِقمة المدافع

ولا تقل: بقيت الكتيبة تحت رحمة المدافع

وكتب مصطفى جواد : “وذلك لأن المدافع لا ترحم الأعداء بل تكون عليهم نكالاً ووبالاً ونقمة وفناءاً وقولهم “هو تحت رحمة الشيء” ويريدون به “تحت بلائه وإفنائه وأذاه وأنوائه” هو من الأقوال المترجمة من اللغة الفرنسية فتحت رحمة كذا وكذا تقابل في الفرنسية “الاميرسي” وهو من باب التعبيرات المجازية في اللغة الفرنسية ويشبه التعكيس كقوله تعالى: “فبشرهم بعذاب أليم” مع أن البشارة تكون للأمور السارة المفيدة إلا أن هذا التعكيس إذا جاز في لغة من اللغات فإن ذلك لا يوجب جوازه في لغة أخرى، والقول في هذا كسائر الأقوال في المجازات التعبيرية الأخرى.

والنقمة تشبه الرحمة في عدد الحروف وتشاركها في الميم، وتخالفها في المعنى، فلذلك اخترتها لتحل محل الرحمة في هذه العبارة، والأصل في مراد العبارة الفرنسية هو الإنسان أعني أن يقال “تحت رحمة فلان” ثم استعملت لغير الإنسان. فقل هو في نقمة فلان أو تحت نقمته ولا تقل: هو في رحمة فلان أو تحت رحمته لذلك المعنى.”

قل: حاطكَ الله بعونه

ولا تقل: أحَاطَكَ الله بعونه

وكتب الكسائي: “ويقال حاطَكَ الله بعونه بغير ألف.” إنتهى

وكتب ابن منظور في اللسان: “حاطَه يَحُوطُه حَوْطاً وحِيطةً وحِياطةً: حَفِظَه وتعَهَّده؛ وقول الهذلي: وأَحْفَظُ مَنْصِبي وأَحُوطُ عِرْضِي، وبعضُ القومِ ليسَ بذِي حِياطِ”. أما الجوهري فقد كتب في الصحاح: “وأَحاطَ به، أي عَلِمه. وأَحاطَ به علماً. وأَحاطَتِ الخيلُ بفلانٍ واحْتاطَتْ به، أي أحدَقَتْ به.”

قل: ما به مِنَ الطِّيب

ولا تقل: ما به مِنَ الطيبة

وكتب إبن قتيبة: ويقال: ” ما بهِ مِنَ الطِّيب  ولا يقال: ما به من الطيبة.”

قل: أكلنا اليوم فاكِهَةً شَتْوِيِّة

ولا تقل: أكلنا اليوم فاكِهَةً شَتَوِيِّة

كتب الزبيدي: “يقولون فاكهة “شَتَوِيِّة” بفتح التاء والصواب “شَتْوِيِّة” منسوبة الى “الشَّتْوَة”. قال ذو الرمة:

كأنَّ النَّدى الشَّتْوِيَّ يَرْفَضُّ ماؤُه        على أشْنَبِ الأنيابِ مُتَّسِقِ الثّغرِ

وينسب إلى الصَّيف صَيْفيّ وإلى الخَريف خَرْفيّ، وإلى الرَّبيع رِبْعيّ، قال طفيل:

إذ هِي أحْوَى من الرَّبْعِيِّ حاجِبُهُ        والعَينُ بالأثْمَدِ الحارِيِّ مَكحُولُ”

(شرح الكلمات: الشنب: البياض والبريق، والأحوى: الظبي الذي في ظهره وجنبتي أنفه خطوط سود، مأخوذ من الحوّة التي هي السواد، وقوله “من الربعي” أي من الصنف المولود في زمن الربيع، وهو أبكر وأفضل، والأثمد:حجر يكتحل به، والحاري: المنسوب إلى الحيرة على غير قياس، والقياس حيري)

وخالف الجوهري الزبيدي فكتب في الصحاح: ” الشِتاءُ معروف. قال المبرّد: هو جمع شَتْوَةٍ. جمع الشِتاءِ أَشْتِيَةٌ. والنسبة إليها شَتْوِيٌّ وشَتَوِيٌّ.” إلا ان الجوهري لم يأت على ذلك بشاهد. والذي لم يعرف لا سمعاً ولا قياساً يوجب التوقف عنده حتى إذا جاء في أحد المعاجم!

قل: نعم الرجل من مدحت

ولا تقل: نعم من مدحت

كتب الحريري:ويقولون في جواب من مدح رجلا أو ذمه: نعم من مدحت، وبئس من ذممت، والصواب أن يقال: نعم الرجل من مدحت، وبئس الشخص من ذممت، كما قال عمرو بن معدي كرب، وقد سئل عن قومه: نعم القوم قومي عند السيف المسلول، والمال المسؤول.
ويكون تقدير الكلام في قولك: نعم الرجل زيد، أي الممدوح من الرجال زيد.
وقد يجوز أن يقتصر على ذكر الجنس ويضمر المقصود بالمدح والذم اكتفاء بتقدم ذكره فيقال: نعم الرجل وبئس العبد، كما جاء في التنزيل: “ووهبنا لداود سليمان نعم العبد”، أي نعم العبد سليمان، فحذف اسمه لتقدم ذكره وعلم المخاطب به، والإصل في ذلك أن نعم وبئس فعلان وضعا للمدح والذم بعد ما نقلا عن أصليهما، وهما النعم والبؤس، وفاعلهما لا يكون إلا معرفا بالألف واللام اللتين هما للجنس، أو ما أضيف إلى ما هما فيه، كقولك: نعم الرجل زيد، ونعم صاحب العشيرة عمرو، أو يضمر هذا الاسم على أن تفسره نكرة من جنسه، فينصب علىالتمييز كقوله تعالى: “بئس للظالمين بدلا”، أي بئس البدل بدلا، فأضمره وفسره بالنكرة المنصوبة من جنسه، ومنع أهل العربية أن يكون فاعل هذين الفعلين مخصوصا  ولهذا لم يجيزوا أن يقال: نعم زيد ولا نعم أبو علي حتى يقال: نعم الرجل زيد، ونعم الرجل أبو علي، ويكون تقدير الكلام: الممدوح في الرجال زيد، وإنما جوز نعم ما صنعت،  لدلالة الفعل الموجود على الاسم المحذوف، إذ تقدير الكلام نعم الفعل ما فعلت، فكأن الضمير المحذوف بمنزلة المتلفظ به.

ومنع علي بن عيسى الربعي من جواز ذلك، وقال: تصحيح الكلام: نعم ما ما فعلت، لتكون ما الأولى بمعنى شيء، كما أنها في التعجب بمعناه، ويصير تقدير الكلام: نعم شيء شيئا صنعت، فيناسب قولهم: نعم رجلا زيد.
وكذلك امتنعوا أن يقولوا: نعم هذا الرجل لأن الرجل هاهنا صفة لهذا، واللام فيه لتعريف الإشارة والخصوص، ومن شريطة لام التعريف الداخلة على فاعل نعم وبئس أن تكون للجنس المحيط بالعموم، فتكون مع إفراد لفظها في معنى الجمع، كاللام التي في قوله تعالى: “إن الإنسان لفي خسر”، أي إن الناس، بدليل أنه تعالى استثنى منهم “الذين آمنوا”، ولا يجوز استنثاء الجمع من المفرد.

وعند قوم أن وضع نعم وبئس للاقتصار في المدح والذم، وليس كذلك بل وضعهما للمبالغة، ألا ترى إلى قوله تعالى في تمجيد ذاته وتعظيم صفاته: “واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير” وإلى قوله سبحانه في صفة النار توعد بها الكفار: “ومأواهم جهنم وبئس المهاد”.
وحكى أبو القاسم بن برهان النحوي أنه كان لشريك بن عبد الله النخعي جليس من بني أمية فذكر شريك في بعض الأيام فضائل علي رضوان الله عليه، فقال ذلك الأموي: نعم الرجل علي، فأغضبه ذلك، وقال له: ألعلي يقال: نعم الرجل فأمسك حتى سكن غضبه، ثم قال له: يا أبا عبد الله، ألم يقل الله تعالى في الإخبار عن نفسه: “فقدرنا فنعم القادرون”، وقال في أيوب عليه السلام: “إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب”، وقال في سليمان عليه السلام: “ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب”، أفلا ترضى لعلي بما رضي الله تعالى لنفسه ولأنبيائه فتنبه شريك عند ذلك لوهمه، وزادت مكانة ذلك الأموي من قلبه.”

قل: هُرِعَ الرجل لنجدة أخيه

ولا تقل: هَرَعَ الرجل لنجدة أخيه

جاء في ملحق مفردات أوهام الخواص: ويقولون: هَرع الرجل لنجدة أخيه (فتح الهاء)، فيوهمون والصواب أن يقال: هُرع الرجل (بضم الهاء)، لأن هذا الفعل لا يأتي إلا على صيغة المجهول، ومنه قوله
تعالى “وجاءه قومه يهرعون إليه”  وقوله عز وجل: “فهم على آثارهم يهرعون”، ونظيره قول الشاعر:

فجاؤوا يهرعون وهم أسارى        يقودهم على رغم الأنوف

وقول الآخر:

كأن حمولهم متتابعات        رعيل يهرعون إلى رعيل

وأصل الفعل من الهرع والهراع والإهراع، وهو سرعة العدو وشدة السوق وما يصحبهما من رعدة وفزع.”

 

قل: أطرق هنيهة يفكر في الأمر

ولا تقل: أطرق برهة يفكر في الأمر

وكتب اليازجي: “ويقولون أطرق برهة يفكر في الأمر يعنون هنيهة من الزمان وإنما البرهة الزمن الطويل واستعمالها للزمن القصير من أوهام العامة.” إنتهى

قل: ازداد عدد الوَفَيَات

ولا تقل: ازداد عدد الوَفِيَّات

فكتب اليازجي: “ويجمعون لفظ (وفاة) على (وفيّات) بالتشديد، والصواب بالتخفيف: وَفَيَات.”

وكتب عبد الهادي بوطالب: “ومن الأخطاء الشائعة التي يُكْسَر في جمعها ما يُفْتَحُ في مفردها كلمة وفَيَات جمعا لوفاة. ولا مبرر لكسرفائها. (عين الكلمة).
ومن كتب التراجم المشهورة كتاب ابن خَلِّكان الذي سماه: “وفَيات الأعيان، وأنباء أبناء الزمان”.

إلا أننا نسمع في الإعلام المسموع كلمة وَفِيَات. ومن الغريب أن إحدى الصحف التي تنشر أخبار من يُتوفَّى تحت عنوان وَفِيات، خططت لهذا الباب عنوانا وشكلته بوضع الكسرة تحت الفاء ووضع الخطاط على الياء الشدة والفتحة فجاء العنوان هو: الوفِيَّات. ولم يدر في ذهن الخطاط أن الوفِيّات تعني السيدات اللواتي يتميزن بالوفاء. ولا علاقة للوفاء بالوفاة إلا في نظر بعض المتشائمين الذين يقولون إن خَصْلةالوفاء توفاها الله وماتت (رحمها الله).”

قل: ورد ذكر ذلك في أثناء البحث

ولا تقل: ورد ذكر ذلك في ثنايا البحث

كتب خالد العبري: نقول أحياناً “ورد ذكر ذلك في ثنايا البحث” قاصدين أنه ورد ذكر ذلك أثناء البحث أو بين صفحاته وسطوره، وذلك خطأٌ فقد خُصَت كلمة ثنايا بمعان ليس منها هذا المعنى، ومن المعاني التي استعملت العرب كلمة “ثنايا” فيها هي:

  1. ثنايا الأسنان في فمه الأضراس الأربع التي في المقدمة، اثنتان من فوق واثنتان من أسفل، والواحدة “ثَنِيّة”. وقد أكثر الشعراء من استعمال هذا المعنى حتى ظُنَّ أنه ليس لـ “ثنايا” معنى غيره:

ومنها قوا أبي الطيب، ويستأنس به هنا:

وتَفْتَرُّ منه عن خصالٍ كأنّها     ثنايا حبيبٍ لا يُملُّ لها رشفُ

  1. والثنايا جمع ثَنِيّة وهي كل عقبة (طريق في الجبل) مسلوكة ومنه قول العجاج (من مشطور الرجز):

 وللشآمين طريق المشأم   وللعراق في ثنايا عَيهَمِ

  1. والثنايا أعلى مسيل في رأس الجبل، يُرى من بعيد فَيُعرف، مفردها ثَنِيّة كذلك.
  2. ويُطلقُ بعصهم على رؤوس الجبال ثنايا، وذلك قليل ومنها البيت الذي استعاره الحجاج بين يوسف يوم تَوَلّيه إمارة العراق، والبيت في الأصل لِسُحيم الرياحي الشاعر الجاهلي (من الوافر):

أنا ابن جلا وطلاع الثنايا        متى أضع العمامة تعرفوني

وأنت – كما ترى – لا تجد بين هذه المعاني المستقصاة معناً قريباً من المعنى الذي نستعمله نحن، ويبدو أن اشتراك كلمة “ثنايا” مع كلمة “أثناء” في الجذر اللغوي هو الذي جعلنا نستعمل كلمة “ثنايا” مكان كلمة “أثناء”. فالصواب في عبارتنا السابقة أن نقول: “ورد ذكر ذلك في اثناء البحث” والله أعلم.

قل: السود يؤلفون 6% من الأمريكيين

ولا تقل: السود يشكلون 6% من الأمريكيين

وكتب ابراهيم السامرائي: “أقول: وقولهم: يشكلون”  فعل جديد وهو المضاعف شكل” وليس في مادة شكل”  في العربية شيء يقرب من هذا، ولكنهم أخذوه من شكل”  الكثيرة في استعمال المعربين في اللغة الدارجة وهي بمعنى هيئة” أو صورة “.

ولو أنهم قالوا: يؤلفون 6% من الأمريكيين”  لكانوا في ملاك العربية.”

 

وفوق كل ذي علم عليم!

وللحديث صلة….

عبد الحق العاني

15 أيلول 2015

اترك تعليقاً


CAPTCHA Image
Reload Image