ما هو أخطر ما لم يقله بيان فيينا الأخير؟

 

ليس غريباً أن يصرح كل من السيد على خامنئي ووليد المعلم في يوم واحد عن عدم رضاهما عما نتج عن مؤتمر فيينا الأخير حول سورية!

فخلف كل اللغو عما حققه المؤتمر تبرز أهم حقيقة: وهي أن كل الدول التي شاركت في المؤتمر قبلت بالرأي الصهيوني الأمريكي بنزع الشرعية عن الحكومة السورية سواء أقيل هذا في البيان أم لم يقل. وهذا يعني أن الولايات المتحدة وتركيا والسعودية ومن معها من دول الأقزام في العراق ولبنان والأردن أجبرت من يدعون تمسكهم بشرعية الحكومة السورية أن هذا لم يعد ممكناً. وهذا النصر السياسي الكبير يفسر سبب أن البيان الختامي للمؤتمر قدمه “داعية السلام” الأمريكي بلغة تحاول أن تخفي النصر بكلمات معسولة توحي بأن الخلافات قد وضعت جانباً في الوقت الحاضر.

حيث إن العقل وحده، إذا لم نرد الخوض في قواعد النظام الدولي الذي ثبته ميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي، يقضي انه إذا أريد بحث مشكلة تخص طرفاً فلا بد أن يدعى ذلك الطرف لإعطاء رأيه فيها، فحتى المجرم له أن يدافع عن نفسه. فكيف والحال هذا أن يعقد مؤتمر لبحث الأزمة السورية ويدعى له كل من هب ودب ولا تدعى الحكومة السورية إلا إذا كان المجتمعون يعتقدون أن الحكومة السورية لا تمتلك شرعية تمثيل الشعب السوري.

(المزيد…)

Continue Reading ما هو أخطر ما لم يقله بيان فيينا الأخير؟

قل ولا تقل / الحلقة الستون

إذا كنا نعاقب من يعتدي على الأثر التأريخي أو البيئة ألا يجدر بنا أن نعاقب من يهدم لغتنا؟

إن اللغة العربية هي أعظم تراث للعرب وأقدسه وأنفسه، فمن استهان بها فكأنما استهان بالأمة العربية نفسها وذلك ذنب عظيم ووهم جسيم أليم. (م ج)

 

قل: تَثَبّت فلان في الأمر وينبغي التثبت في ذلك
ولا تقل: تثبت فلان من الأمر وينبغي التثبت من الأمر

كتب مصطفى جواد: “وذلك لأن الفعل الخماسي “تثبت” مشتق من الفعل الثلاثي “ثبت” وهو من الأفعال التي تحتاج الى ظرف المكان إحتياجاً أصلياً ضرورياً. فالثبات أو الثبوت أو كلاهما ينبغي لهما وجود مكان، تقول “ثبت في مقامه”، ويجوز في الحروف الظرفية من حروف الجر في اللغة العربية أن يقوم حرف مقام حرف كقولنا “حدث هذا في عهد فلان وعلى عهد فلان” و “صلبوه على جذع وفي جذع”. وثبت فلان على رأيه، وليس حرف الجر “من” من الحروف الظرفية فلذلك لا يجوز أن يقال “تثبت من الأمر” بمعنى “تثبت فيه”. كما لا يقال “جلس من الكرسي” بمعنى وقف على التل. جاء في لسان العرب: “وتثبت في الأمر والرأي واستثبت: تأنّى فيه ولم يعجل”.

(المزيد…)

Continue Reading قل ولا تقل / الحلقة الستون

قل ولا تقل / الحلقة التاسعة والخمسون

 

إذا كنا نعاقب من يعتدي على الأثر التأريخي أو البيئة ألا يجدر بنا أن نعاقب من يهدم لغتنا؟

إن اللغة العربية هي أعظم تراث للعرب وأقدسه وأنفسه، فمن استهان بها فكأنما استهان بالأمة العربية نفسها وذلك ذنب عظيم ووهم جسيم أليم. (م ج)

 

قل: رجعت الكتاب الى صاحبه رجْعاً فانا راجع له وهو مرجوع اليه والكتاب مرجوع

ولا تقل: أرجعت الكتاب الى صاحبه إرجاعاً

وكتب مصطفى جواد: “إلا في لغة هُذيل وما نحن وهُذيل. قال الله عز وجل: “فرجعناك الى أمك كي تقر عينها ولا تحزن”، وقال”فإن رجعك الله الى طائفة منهم”، وقال”إنه على رجعه لقادر يوم تبلى السرائر” ولم يقل “على إرجاعه”. وقال “ولئن رجعت الى ربي أن لي عنده للحسنى” ولم يقل أرجعت. والفعل الثلاثي يفضل على الرباعي إلا إذا ورد النص على العكس كأوحى الله فهو خير من وحى الله، وكأغفى فلان فهو خير من غفا فلان.” (المزيد…)

Continue Reading قل ولا تقل / الحلقة التاسعة والخمسون

كيف سيخسر العراق من تدخل روسيا في سورية؟

كنت قد كتبت في 25 أيلول متسائلا “أفشل بوغدانوف في اقناع بوتين حول الأسد؟”. ويمكن الرد اليوم وبعد اسبوع من ذلك التساؤل بـ “نعم”. فقد سكت بوغدانوف تصريحاً أو همزاً في الحديث عن حكومة أقزام من وجوه لا تقدم ولا تؤخر. إذ انتصر جناح الحسم العسكري في المؤسسة الروسية وأصبح الحديث للقادة العسكريين ولمكتب الرئيس بوتين وليس لعصابة بوغدانوف في الخارجية الروسية والذين عجزوا عن تقديم شيء سوى الكلام بينما سورية تبتلع ويستشري الخطر على الأمن القومي الروسي.

إن استمرار الحديث في روسيا عن حل سلمي في سورية لا بد أن يكون ما دام يهدئ من مخاوف الآخرين لكن الحقيقة التي اصبحت واضحة بينة هي أن القيادة الروسية قررت أن الحل في سورية هو الحل العسكري كما كتبت وأكدت منذ أربع سنوات! (المزيد…)

Continue Reading كيف سيخسر العراق من تدخل روسيا في سورية؟

قل ولا تقل / الحلقة الثامنة والخمسون

 

 

إذا كنا نعاقب من يعتدي على الأثر التأريخي أو البيئة ألا يجدر بنا أن نعاقب من يهدم لغتنا؟

إن اللغة العربية هي أعظم تراث للعرب وأقدسه وأنفسه، فمن استهان بها فكأنما استهان بالأمة العربية نفسها وذلك ذنب عظيم ووهم جسيم أليم. (م ج)

 

قل: ألقى وزير الداخلية كلمة في الشٌّرْطَة

ولا تقل: ألقى وزير الداخلية كلمة في الشَّرِطَة

حيث إني لم أعد أطيق سماع الفحش في عربية الإعلام المتخلف والأمي والمدعي العربية فقد عدلت عن سماع الخبر الى قراءته ذلك لأن اللحن في تصريف الكلمة لا يظهر في الكتابة كما يفعل في النطق.

لكني لا بد لي من وقت لآخر أن أسمع شيئاً.. وحدث ظهر اليوم الثاني من أيام عيد الأضحى المبارك أني كنت اشاهد قناة الفضائية السورية فاذا بالمذيعة وهي تؤكد عشر مرات في موجز الأخبار على ان وزير الداخلية ألقى كلمة في منتسبي جهاز “الشَّرِطَة” مع الإهتمام بان المشاهد لا تفوته أهمية فتح “الشين”. وليس ذنب المذيعة الجاهلة، وما أكثرهن، جهلها بالعربية فذلك مبلغها من العلم. لكن الذنب كل الذنب يقع على من استخدمها لتذيع بين الناس على الفضاء ومن جمهورية سورية التي تعتز بعروبتها هذا القبيح من الكلام…. لكن ذلك المسؤول نفسه قد لا يكون أكثر علماً، وكان الله في عون العربية! (المزيد…)

Continue Reading قل ولا تقل / الحلقة الثامنة والخمسون

أفشل بوغدانوف في إقناع بوتين حول الأسد؟

لا تختلف روسيا عن أية دولة كبرى في أن تنمو فيها مواقع قوى ومدارس فكرية تختلف وقد تتناقض فيما بينها حول تحليل الصراع من حولها من أجل الوصول لأفضل موقف لتلك الدولة وهو الهدف الأساس من السياسة الخارجية لها….

وقد بدى واضحاً من خلال تصريحات متكررة لميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية وممثل الرئيس بوتين للشرق الأوسط، أنه يعتقد أن مصلحة روسيا تتحقق باستبال رئيس آخر بالرئيس بشار الأسد. وقد أعاد بوغدانوف هذا الرأي أكثر من مرة خلال السنوات الثلاث الماضية. وإذا كان مستعداً للتصريح به أمام الناس فلا بد أنه كان شديد التحمس لذلك الرأي ومدافعاً عنه بكل قوة أمام سيده في الكرملين. (المزيد…)

Continue Reading أفشل بوغدانوف في إقناع بوتين حول الأسد؟

قل ولا تقل / الحلقة السابعة والخمسون

إذا كنا نعاقب من يعتدي على الأثر التأريخي أو البيئة ألا يجدر بنا أن نعاقب من يهدم لغتنا؟

إن اللغة العربية هي أعظم تراث للعرب وأقدسه وأنفسه، فمن استهان بها فكأنما استهان بالأمة العربية نفسها وذلك ذنب عظيم ووهم جسيم أليم. (م ج)

 

 

قل: شملت الإشتباكات الجيش اللبناني الموجود عند مداخل المخيم

ولا تقل: الاشتباكات طاولت الجيش اللبناني المتواجد عند مداخل المخيم

شاع في إعلام بلاد الشام ومما يردد كل يوم في وسائلها استعمال كلمة “طاول” ويراد بها “شمل” أو “نال” أو “وصل” وهو استعمال شنيع للفعل “طاول”. والمثال أعلاه جاء على موقع إحدى قنوات التلفاز التي تفخر بعروبتها والتي تصر على استعمال “تواجد” و “كباش” و “مولجة” على سبيل المثال في معاني لا علاقة لها بأصل الكلمات.

وكتب ابن فارس في المقاييس: ” الطاء والواو واللام أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على فَضْلٍ وامتداد في الشيء. من ذلك: طالَ الشَّيءُ يطُولُ طُولاً. قال أحمد بن يحيى ثعلبٌ: الطُّول: خلاف العَرض. ويقال طاوَلْت فلاناً فطُلْتُه، إذا كنتَ أطوَلَ منه.” أما الجوهري فقد كتب في الصحاح: ” وأمَّا قولك طاوَلَني فلان فطُلْتُهُ، فإنما تعني بذلك كنت أطْوَلَ منه، من الطولِ والطَوْلِ جميعاً….. واسْتطالَ عليه أي تطاوَلَ. يقال: اسْتطالوا عليهم، أي قَتَلوا منهم أكثر مما كانوا قَتَلوا.” وحيث إنه لم يرد عن العرب إستعمال “طاول” بالمعنى الذي يستعمله أهل الشام اليوم فليس هناك من مسوغ لهذا الإستعمال القبيح ما دام أكثر من فعل يعبر عما يراد ويغني عن الخطأ. (المزيد…)

Continue Reading قل ولا تقل / الحلقة السابعة والخمسون

قل ولا تقل / الحلقة السادسة والخمسون

إذا كنا نعاقب من يعتدي على الأثر التأريخي أو البيئة ألا يجدر بنا أن نعاقب من يهدم لغتنا؟

إن اللغة العربية هي أعظم تراث للعرب وأقدسه وأنفسه، فمن استهان بها فكأنما استهان بالأمة العربية نفسها وذلك ذنب عظيم ووهم جسيم أليم. (م ج)

 

قل: إن لداعش دعايةً خاصةً بها

ولا تقل: إن لداعش “بروبوغاندا” خاصة بها

كنت أستمع لأخبار الفضائية السورية فإذا بمن أعدها أفضل مذيعاتها تقول لنا “إن داعش لها بروباغاندا خاصة بها”. فسألت نفسي: ترى هل يعتقد معد الخبر أو المذيعة أن المواطن العربي في سورية أو خارج سورية مطلوب منه أن يفهم اللاتينية؟ وهل كلمة “بروباغاندا” مصطلح جديد دخل عالم تقنية المعلومات حتى لا يستطيع الجهلة المتخلفون من العرب اللحاق به فنضطر لإستعماله؟ أم أن هذا التغرب الفكري طغى بشكل فيضان يجعل إدعاء العروبة يبدو اكذوبة كبرى!

أدري أن أكثر من جاهل حين يواجه بهذا وتعرض عليه كلمة عربية اصيلة لتحل محل اللفظ اللاتيني سرعان ما يرد بأن الكلمة العربية ليست مطابقة تماماً للكلمة اللاتينية وحين تسأله أن يشرح لك ما تعنيه الكلمة اللاتينية فإنه يتلعثم ويكشف عن عجزه وجهله. (المزيد…)

Continue Reading قل ولا تقل / الحلقة السادسة والخمسون

قل ولا تقل / الحلقة الخامسة والخمسون

إذا كنا نعاقب من يعتدي على الأثر التأريخي أو البيئة ألا يجدر بنا أن نعاقب من يهدم لغتنا؟

إن اللغة العربية هي أعظم تراث للعرب وأقدسه وأنفسه، فمن استهان بها فكأنما استهان بالأمة العربية نفسها وذلك ذنب عظيم ووهم جسيم أليم. (م ج)

 

قل: زودّه زاداً وكتاباً وشيئاً آخر وتزوّد هو زاداً وكتاباً وشيئاً آخر

ولا تقل: زوّده بزاد وبكتاب وبشيء، ولا تزوّد هو بها

وكتب مصطفى جواد: “وذلك لأن الأصل في استعمال “زوّد وتزوّد” أن يكونا مقصورين على الزاد أي على الأصل الذي اشتقا منه، فكانت العرب إذا قال القائل منهم “زوّدوه” علم من “أعطوه زاداً” ثم تطورت اللغة من الحقيقة الى المجاز واختلفت الأزودة فوجب تمييز نوع الزاد فقيل: زوّده شيئاً وتزوّد هو شيئاً بنص الإسمين في الجملتين. والدليل على ما قلت هو منقول اللغة، قال الجوهري في الصحاح: “الزاد: طعامٌ يتخذ للسفر. تقول: زَوَّدْتُ الرجل فَتَزَوَّدَ.” ولم يزد على ذلك.

وقال الزمخشري في أساس البلاغة: “ومن المجاز…زودته كتاباً الى فلان وتزوّد من الأمير كتاباً الى عامله وتزوّد مني طعنة بين أذنيه وسمة فاضحة بين عينيه”. (المزيد…)

Continue Reading قل ولا تقل / الحلقة الخامسة والخمسون

قل ولا تقل / الحلقة الرابعة والخمسون

إذا كنا نعاقب من يعتدي على الأثر التأريخي أو البيئة ألا يجدر بنا أن نعاقب من يهدم لغتنا؟

إن اللغة العربية هي أعظم تراث للعرب وأقدسه وأنفسه، فمن استهان بها فكأنما استهان بالأمة العربية نفسها وذلك ذنب عظيم ووهم جسيم أليم. (م ج)

 

قل: عقدوا صَفْقَةً جديدة
ولا تقل: عقدوا صَفَقَةً جديدة

كنت أستمع قبل أيام لبرنامج على قناة المنار اللبنانية فاستوقفني قول مقدمة البرنامج إن “صَفَقَةً” (بفتح الفاء) قد تمت. وليست مقدمة البرنامج تلك وحيدة في هذا الفحش من القول حيث إن هذا الجهل بلسان العرب هو السائد اليوم في الإعلام العربي حتى أني لا أعرف إذاعة واحدة أو قناة تلفاز في بلاد الشام كلها فيها مذيع واحد أو مقدم برامج واحد لا يلحن. فهل يعقل أن شام العروبة قد خلت كلياً من سلامة اللسان؟ فإذا كان ذلك هو الحال فهل نعجب لما يجري فيها من خراب؟

وقد عاتبني أحد الأصدقاء في أنني أتشدد كثيراً في التأكيد على سلامة اللغة. فما كان مني إلا أن اساله: ترى ما الذي يفهمه حين يسمع مذيعاً في قناة الميادين، والتي تفخر بعروبتها، وهو يقول “إن هذا يتقاطع مع المصالح الأمريكية”؟ أليس لسان العرب يقضي أنه عنى “أن هذا يناقض المصالح الأمريكية”؟ فقال نعم. فقلت: ما بالك إذا كان المذيع أراد “إن هذا يتطابق مع المصالح الأمريكية”. كيف يمكن للمستمع أو المشاهد أن يفهم الرسالة إذا كان هذا المذيع الأمي يستعمل فعلاً عربياً واضحاً بعكس معناه. فهل يعقل أني سأتعلم ممن لا يحسن لغتي شيئاً في السياسة أو القانون أو أياً من العلوم؟ ألا يقضي العقل والمنطق ألا يخاطب الناس إلا من يحسن لسانهم فمن لا يحسن لسانهم عليه أن يتعلم قبل أن يعلمهم!

(المزيد…)

Continue Reading قل ولا تقل / الحلقة الرابعة والخمسون