قل ولا تقل / الحلقة الثامنة والخمسون

 

 

إذا كنا نعاقب من يعتدي على الأثر التأريخي أو البيئة ألا يجدر بنا أن نعاقب من يهدم لغتنا؟

إن اللغة العربية هي أعظم تراث للعرب وأقدسه وأنفسه، فمن استهان بها فكأنما استهان بالأمة العربية نفسها وذلك ذنب عظيم ووهم جسيم أليم. (م ج)

 

قل: ألقى وزير الداخلية كلمة في الشٌّرْطَة

ولا تقل: ألقى وزير الداخلية كلمة في الشَّرِطَة

حيث إني لم أعد أطيق سماع الفحش في عربية الإعلام المتخلف والأمي والمدعي العربية فقد عدلت عن سماع الخبر الى قراءته ذلك لأن اللحن في تصريف الكلمة لا يظهر في الكتابة كما يفعل في النطق.

لكني لا بد لي من وقت لآخر أن أسمع شيئاً.. وحدث ظهر اليوم الثاني من أيام عيد الأضحى المبارك أني كنت اشاهد قناة الفضائية السورية فاذا بالمذيعة وهي تؤكد عشر مرات في موجز الأخبار على ان وزير الداخلية ألقى كلمة في منتسبي جهاز “الشَّرِطَة” مع الإهتمام بان المشاهد لا تفوته أهمية فتح “الشين”. وليس ذنب المذيعة الجاهلة، وما أكثرهن، جهلها بالعربية فذلك مبلغها من العلم. لكن الذنب كل الذنب يقع على من استخدمها لتذيع بين الناس على الفضاء ومن جمهورية سورية التي تعتز بعروبتها هذا القبيح من الكلام…. لكن ذلك المسؤول نفسه قد لا يكون أكثر علماً، وكان الله في عون العربية! (المزيد…)

Continue Reading قل ولا تقل / الحلقة الثامنة والخمسون

قل ولا تقل / الحلقة السابعة والخمسون

إذا كنا نعاقب من يعتدي على الأثر التأريخي أو البيئة ألا يجدر بنا أن نعاقب من يهدم لغتنا؟

إن اللغة العربية هي أعظم تراث للعرب وأقدسه وأنفسه، فمن استهان بها فكأنما استهان بالأمة العربية نفسها وذلك ذنب عظيم ووهم جسيم أليم. (م ج)

 

 

قل: شملت الإشتباكات الجيش اللبناني الموجود عند مداخل المخيم

ولا تقل: الاشتباكات طاولت الجيش اللبناني المتواجد عند مداخل المخيم

شاع في إعلام بلاد الشام ومما يردد كل يوم في وسائلها استعمال كلمة “طاول” ويراد بها “شمل” أو “نال” أو “وصل” وهو استعمال شنيع للفعل “طاول”. والمثال أعلاه جاء على موقع إحدى قنوات التلفاز التي تفخر بعروبتها والتي تصر على استعمال “تواجد” و “كباش” و “مولجة” على سبيل المثال في معاني لا علاقة لها بأصل الكلمات.

وكتب ابن فارس في المقاييس: ” الطاء والواو واللام أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على فَضْلٍ وامتداد في الشيء. من ذلك: طالَ الشَّيءُ يطُولُ طُولاً. قال أحمد بن يحيى ثعلبٌ: الطُّول: خلاف العَرض. ويقال طاوَلْت فلاناً فطُلْتُه، إذا كنتَ أطوَلَ منه.” أما الجوهري فقد كتب في الصحاح: ” وأمَّا قولك طاوَلَني فلان فطُلْتُهُ، فإنما تعني بذلك كنت أطْوَلَ منه، من الطولِ والطَوْلِ جميعاً….. واسْتطالَ عليه أي تطاوَلَ. يقال: اسْتطالوا عليهم، أي قَتَلوا منهم أكثر مما كانوا قَتَلوا.” وحيث إنه لم يرد عن العرب إستعمال “طاول” بالمعنى الذي يستعمله أهل الشام اليوم فليس هناك من مسوغ لهذا الإستعمال القبيح ما دام أكثر من فعل يعبر عما يراد ويغني عن الخطأ. (المزيد…)

Continue Reading قل ولا تقل / الحلقة السابعة والخمسون

قل ولا تقل / الحلقة السادسة والخمسون

إذا كنا نعاقب من يعتدي على الأثر التأريخي أو البيئة ألا يجدر بنا أن نعاقب من يهدم لغتنا؟

إن اللغة العربية هي أعظم تراث للعرب وأقدسه وأنفسه، فمن استهان بها فكأنما استهان بالأمة العربية نفسها وذلك ذنب عظيم ووهم جسيم أليم. (م ج)

 

قل: إن لداعش دعايةً خاصةً بها

ولا تقل: إن لداعش “بروبوغاندا” خاصة بها

كنت أستمع لأخبار الفضائية السورية فإذا بمن أعدها أفضل مذيعاتها تقول لنا “إن داعش لها بروباغاندا خاصة بها”. فسألت نفسي: ترى هل يعتقد معد الخبر أو المذيعة أن المواطن العربي في سورية أو خارج سورية مطلوب منه أن يفهم اللاتينية؟ وهل كلمة “بروباغاندا” مصطلح جديد دخل عالم تقنية المعلومات حتى لا يستطيع الجهلة المتخلفون من العرب اللحاق به فنضطر لإستعماله؟ أم أن هذا التغرب الفكري طغى بشكل فيضان يجعل إدعاء العروبة يبدو اكذوبة كبرى!

أدري أن أكثر من جاهل حين يواجه بهذا وتعرض عليه كلمة عربية اصيلة لتحل محل اللفظ اللاتيني سرعان ما يرد بأن الكلمة العربية ليست مطابقة تماماً للكلمة اللاتينية وحين تسأله أن يشرح لك ما تعنيه الكلمة اللاتينية فإنه يتلعثم ويكشف عن عجزه وجهله. (المزيد…)

Continue Reading قل ولا تقل / الحلقة السادسة والخمسون

قل ولا تقل / الحلقة الخامسة والخمسون

إذا كنا نعاقب من يعتدي على الأثر التأريخي أو البيئة ألا يجدر بنا أن نعاقب من يهدم لغتنا؟

إن اللغة العربية هي أعظم تراث للعرب وأقدسه وأنفسه، فمن استهان بها فكأنما استهان بالأمة العربية نفسها وذلك ذنب عظيم ووهم جسيم أليم. (م ج)

 

قل: زودّه زاداً وكتاباً وشيئاً آخر وتزوّد هو زاداً وكتاباً وشيئاً آخر

ولا تقل: زوّده بزاد وبكتاب وبشيء، ولا تزوّد هو بها

وكتب مصطفى جواد: “وذلك لأن الأصل في استعمال “زوّد وتزوّد” أن يكونا مقصورين على الزاد أي على الأصل الذي اشتقا منه، فكانت العرب إذا قال القائل منهم “زوّدوه” علم من “أعطوه زاداً” ثم تطورت اللغة من الحقيقة الى المجاز واختلفت الأزودة فوجب تمييز نوع الزاد فقيل: زوّده شيئاً وتزوّد هو شيئاً بنص الإسمين في الجملتين. والدليل على ما قلت هو منقول اللغة، قال الجوهري في الصحاح: “الزاد: طعامٌ يتخذ للسفر. تقول: زَوَّدْتُ الرجل فَتَزَوَّدَ.” ولم يزد على ذلك.

وقال الزمخشري في أساس البلاغة: “ومن المجاز…زودته كتاباً الى فلان وتزوّد من الأمير كتاباً الى عامله وتزوّد مني طعنة بين أذنيه وسمة فاضحة بين عينيه”. (المزيد…)

Continue Reading قل ولا تقل / الحلقة الخامسة والخمسون

قل ولا تقل / الحلقة الرابعة والخمسون

إذا كنا نعاقب من يعتدي على الأثر التأريخي أو البيئة ألا يجدر بنا أن نعاقب من يهدم لغتنا؟

إن اللغة العربية هي أعظم تراث للعرب وأقدسه وأنفسه، فمن استهان بها فكأنما استهان بالأمة العربية نفسها وذلك ذنب عظيم ووهم جسيم أليم. (م ج)

 

قل: عقدوا صَفْقَةً جديدة
ولا تقل: عقدوا صَفَقَةً جديدة

كنت أستمع قبل أيام لبرنامج على قناة المنار اللبنانية فاستوقفني قول مقدمة البرنامج إن “صَفَقَةً” (بفتح الفاء) قد تمت. وليست مقدمة البرنامج تلك وحيدة في هذا الفحش من القول حيث إن هذا الجهل بلسان العرب هو السائد اليوم في الإعلام العربي حتى أني لا أعرف إذاعة واحدة أو قناة تلفاز في بلاد الشام كلها فيها مذيع واحد أو مقدم برامج واحد لا يلحن. فهل يعقل أن شام العروبة قد خلت كلياً من سلامة اللسان؟ فإذا كان ذلك هو الحال فهل نعجب لما يجري فيها من خراب؟

وقد عاتبني أحد الأصدقاء في أنني أتشدد كثيراً في التأكيد على سلامة اللغة. فما كان مني إلا أن اساله: ترى ما الذي يفهمه حين يسمع مذيعاً في قناة الميادين، والتي تفخر بعروبتها، وهو يقول “إن هذا يتقاطع مع المصالح الأمريكية”؟ أليس لسان العرب يقضي أنه عنى “أن هذا يناقض المصالح الأمريكية”؟ فقال نعم. فقلت: ما بالك إذا كان المذيع أراد “إن هذا يتطابق مع المصالح الأمريكية”. كيف يمكن للمستمع أو المشاهد أن يفهم الرسالة إذا كان هذا المذيع الأمي يستعمل فعلاً عربياً واضحاً بعكس معناه. فهل يعقل أني سأتعلم ممن لا يحسن لغتي شيئاً في السياسة أو القانون أو أياً من العلوم؟ ألا يقضي العقل والمنطق ألا يخاطب الناس إلا من يحسن لسانهم فمن لا يحسن لسانهم عليه أن يتعلم قبل أن يعلمهم!

(المزيد…)

Continue Reading قل ولا تقل / الحلقة الرابعة والخمسون

قل ولا تقل / الحلقة الثالثة والخمسون

إذا كنا نعاقب من يعتدي على الأثر التأريخي أو البيئة ألا يجدر بنا أن نعاقب من يهدم لغتنا؟

إن اللغة العربية هي أعظم تراث للعرب وأقدسه وأنفسه، فمن استهان بها فكأنما استهان بالأمة العربية نفسها وذلك ذنب عظيم ووهم جسيم أليم. (م ج)

 

قل: هو لا يعنى بما سوى حاجاته أو لا يعنى بسوى حاجاته (على غير الفصيح بادخال الباء على سوى)

ولا تقل: هو لا يُعنى سوى بحاجاته

كتب مصطفى جواد: “وذلك لأن “سوى” تضاف الى ما بعدها فيؤلفان مضافاً ومضافاً اليه ولا يجوز اقحام الباء بين المضاف والمضاف اليه، وهذا أقل ما يقال في مثل هذه العبارة لأن الفصيح أن يقال “هو لا يعنى بما سوى حاجاته” لغير الآدمي فإن كان المجرور من الآدميين قيل “هو لا يعنى بمن سوى اصدقائه” مثلاً.

(المزيد…)

Continue Reading قل ولا تقل / الحلقة الثالثة والخمسون

قل ولا تقل / الحلقة الثانية والخمسون

إذا كنا نعاقب من يعتدي على الأثر التأريخي أو البيئة ألا يجدر بنا أن نعاقب من يهدم لغتنا؟

إن اللغة العربية هي أعظم تراث للعرب وأقدسه وأنفسه، فمن استهان بها فكأنما استهان بالأمة العربية نفسها وذلك ذنب عظيم ووهم جسيم أليم. (م ج)

قل: فإذا أنا به واقفاً

ولا تقل: فإذا أنا به واقفٌ

كتب مصطفى جواد: “ويقولون: “فحصت عن فلان فإذا أنا به واقفٌ” برفع “واقف” على وجه إعرابيّ متمحل مخالف للصواب، هو اعتداد الباء زائدة في “به” وهي دعوى باطلة، فالعبارة من العبارات العربية المختصرة التي لا يتم تركيبها إلا بتقدير نحو قولهم: “من لي بفلان أوبكذا وكذا؟” و “كيف لي به؟” و “لا عليك” و “إليك عني” و “هل لك إلى أن تفوز؟” فالأول تقديره “من مظفر أو آت؟” والثاني “كيف الظفر؟” والثالث “لا بأس” والرابع “ارجع أو انكص” والخامس “هل لك حاجة أو توق”، ولذلك يجب أن يكون اصل قولهم “فإذا أنا به واقفاً” : “فإذا أنا ظافر به واقفاً” أو عاثر به أو شاعر به… ويكون “واقفاً” على هذا التقدير حالاً من الضمير المجرور بالباء وهو الهاء. ولا يجوز الرفع البتة، وفي كلام العرب المدون في الكتب الصحيحة النسخ والضبط شواهد على ذلك وللغة العربية أسرار يدركها الأحبار.”

(المزيد…)

Continue Reading قل ولا تقل / الحلقة الثانية والخمسون

قل ولا تقل / الحلقة الحادية والخمسون

إذا كنا نعاقب من يعتدي على الأثر التأريخي أو البيئة ألا يجدر بنا أن نعاقب من يهدم لغتنا؟

إن اللغة العربية هي أعظم تراث للعرب وأقدسه وأنفسه، فمن استهان بها فكأنما استهان بالأمة العربية نفسها وذلك ذنب عظيم ووهم جسيم أليم. (م ج)

 

قل: افعل كذا على رِسْلِك

ولا تقل: افعل كذا على رُسْلِك

يقولون إفعل كذا وكذا على رُسلك (بضم الراء) وهو خطأٌ. فقد جاء في المقاييس لابن فارس في باب “رسل”:

“الراء والسين واللام أصلٌ واحدٌ مطّردٌ مُنْقاس، يدلُّ على الانبعاث والامتداد. فالرَّسْل: السَّير السَّهل……. وتقول: على رِسْلِك، أي على هِينَتِك؛ وهو من الباب لأنَّه يَمْضي مُرْسَلاً من غير تجشُّم…… وأمّا (الحديث): “إلاّ مَن أعطى في نَجْدَتِها ورِسْلِها” فإِنَّ النَّجْدة الشّدّة. يقال فيه نَجْدةٌ، أي شِدَّةٌ. قال طَرَفة: (المزيد…)

Continue Reading قل ولا تقل / الحلقة الحادية والخمسون

قل ولا تقل / الحلقة الخمسون

إذا كنا نعاقب من يعتدي على الأثر التأريخي أو البيئة ألا يجدر بنا أن نعاقب من يهدم لغتنا؟

إن اللغة العربية هي أعظم تراث للعرب وأقدسه وأنفسه، فمن استهان بها فكأنما استهان بالأمة العربية نفسها وذلك ذنب عظيم ووهم جسيم أليم. (م ج)

 

قل: هو من الطلبة المجيدين أو الفائقين
ولا تقل: هو من الطلبة المتميزين

شاع في الإعلام وفي دوائر التعليم في الوطن العربي إستعمال كلمة “متميز” لتعني المجيد أو الفائق بين اقرانه. وهو خطأ غير مقبول ذلك لأن التميز يعني الإختلاف وهذا لا يعني أن يشترط في المختلف أن يكون أفضل من غيره كما يراد من إستعمال “المتميزين” حين يراد بها أنهم يفضلون على أقرانهم.

فكتب ابن منظور في اللسان: ” المَيْزُ: التمييز بين الأَشياء. تقول: مِزْتُ بعضه من بعض فأَنا أَمِيزُه مَيْزاً، وقد أَمازَ بعضَه من بعض، ومِزْتُ الشيءَ أَمِيزُه مَيْزاً: عزلته وفَرَزْتُه، وكذلك مَيَّزْتُه تمييزاً فانْمازَ. ابن سيده: مازَ الشيءَ مَيْزاً ومِيزَةً ومَيَّزَهُ: فصل بعضه من بعض. وفي التنزيل العزيز: حتى يَمِيزَ الخَبِيثَ من الطَّيِّبِ، قرئ: يَمِيزَ من مازَ يَمِيزُ، وقرئ: يُمَيِّزْ من مَيَّزَ يُمَيِّزُ، وقد تَمَيَّزَ وامَّازَ واسْتَمازَ كله بمعنى………… وفي التنزيل العزيز: وامْتازوا اليومَ أَيُّها المُجْرِمُونَ؛ أَي تَمَيَّزوا، وقيل: أَي انْفَرِدُوا عن المؤمنين…….وفي التنزيل العزيز: تَكادُ تَمَيَّزُ من الغَيْظِ. وتَمَيَّزَ من الغَيْظِ: تَقَطَّع.”

(المزيد…)

Continue Reading قل ولا تقل / الحلقة الخمسون

قل ولا تقل / الحلقة التاسعة والأربعون

إذا كنا نعاقب من يعتدي على الأثر التأريخي أو البيئة ألا يجدر بنا أن نعاقب من يهدم لغتنا؟

إن اللغة العربية هي أعظم تراث للعرب وأقدسه وأنفسه، فمن استهان بها فكأنما استهان بالأمة العربية نفسها وذلك ذنب عظيم ووهم جسيم أليم. (م ج)

 

 

قل: ما زال عدوان آل سُعُود على اليمن مستمراً

ولا تقل: ما زال عدوان آل سَعُود على اليمن مستمراً

لا يمكن لمن يتابع مثلي هذه الأيام وسائل الإعلام المسموعة أو المرئية في بلاد الشام (سورية ولبنان) أن يتفادى سماع كلمة “سَعود” و “السَّعوُدية” تذكر عشرات المرات. وحيث إني لا أتابع وسائل إعلام الأعراب فلا أعرف كيف يسمون أنفسهم.

لكن ما يهمني هنا هو أن وسائل الإعلام تلك تخطئ في نطق الكلمة. إذ الصحيح هو “سُعود” و “السُّعُودية” فليس في العربية “سَعود” (بفتح السين).

فقد كتب الفيروزأبادي في القاموس: (المزيد…)

Continue Reading قل ولا تقل / الحلقة التاسعة والأربعون