قل ولا تقل / الحلقة الثانية والستون

إذا كنا نعاقب من يعتدي على الأثر التأريخي أو البيئة ألا يجدر بنا أن نعاقب من يهدم لغتنا؟

إن اللغة العربية هي أعظم تراث للعرب وأقدسه وأنفسه، فمن استهان بها فكأنما استهان بالأمة العربية نفسها وذلك ذنب عظيم ووهم جسيم أليم. (م ج)

 

 

قل: سواء أكنتم شعراء أم كتاباً

ولا تقل: سواء أكنتم شعراء أو كتاباً

لعل من أسوء ما يمكن أن تتعرض له العربية هو أن يضيع المتعلمون والمتأدبون طريقهم فيها. ذلك لأن جهل العامة بها يمكن أن يفهم وأن يتلافى لكن لحن الخاصة لا علاج معه فمن سيحمي اللغة إذا جهلها المؤتمنون عليها؟ ومما شاع من فحش القول بين المتأدبين الجهل في استعمال “أم” في الاستفهام وعلى الأخص بعد سواء. فليست المشكلة في الإعلاميين الأميين والذين لم أسمع منهم أحداً يعرف كيف يميز في استعمال “أم” ومتى يكون ذلك واجباً وما الفرق بين استعمال “أم” واستعمال “أو”. لكن المشكلة هي حين يخطئ الأديب في ذلك.

فقد كثر استعمال “أم” بعد الهمزة في اللغة والقرآن حتى سميت أم المعادلة للهمزة. ولا تأتي بعد سواء في حال الاستفسار إلا “أم” وشواهد القرآن الكريم في استعمال “أم” بعد سواء عديدة، ومنها: (المزيد…)

Continue Reading قل ولا تقل / الحلقة الثانية والستون

قل ولا تقل / الحلقة الحادية والستون

إذا كنا نعاقب من يعتدي على الأثر التأريخي أو البيئة ألا يجدر بنا أن نعاقب من يهدم لغتنا؟

إن اللغة العربية هي أعظم تراث للعرب وأقدسه وأنفسه، فمن استهان بها فكأنما استهان بالأمة العربية نفسها وذلك ذنب عظيم ووهم جسيم أليم. (م ج)

 

قل: هذا من نشاط جمعيات (أو منظمات) المنطقة

ولا تقل: هذا من نشاط فعاليات المنطقة

شاع في اعلام بلاد الشام ضمن ما شاع من تجهيل بالتأريخ والسياسة، فحش في اللغة لا حدود له. فلم تعد اللغة المستعملة “لغة الجرائد” فقط كما وصفها عالم العربية المرحوم إبراهيم اليازجي إذ أصبحت لغة الشوارع والمقاهي، ولا عجب إذا كان الجمهور يقوده “فتفت” أو “علوكي”!

ونعرض اليوم مثالاً على ذلك. فإعلام لبنان على سبيل المثال ما انفك يستعمل كلمة “فعاليات” يريد بها “منظمات” أو “هيئات” أو “جمعيات”. فتقرأ على سبيل المثال: “وأفاد أحد فعاليات عرسال السفير أن أهالي بلدة قارة السورية” أو “حضر إلى بلدة عرسال وأبلغ فعالياتها أن المخطوف…”. وتفتقت عبقريات عدد من محرري الأخبار فذهبوا أبعد من ذلك فطلع علينا من يضيف استعمالاً آخر يريد به الجمعيات أو الهيئات فقال: “حيث التقى أهالي المنطقة وفاعلياتها”. وهكذا أضاف جهلة لبنان استعمالين جديدين للعربية دون حاجة أو ضرورة اللهم الا الجهل. (المزيد…)

Continue Reading قل ولا تقل / الحلقة الحادية والستون

قل ولا تقل / الحلقة الستون

إذا كنا نعاقب من يعتدي على الأثر التأريخي أو البيئة ألا يجدر بنا أن نعاقب من يهدم لغتنا؟

إن اللغة العربية هي أعظم تراث للعرب وأقدسه وأنفسه، فمن استهان بها فكأنما استهان بالأمة العربية نفسها وذلك ذنب عظيم ووهم جسيم أليم. (م ج)

 

قل: تَثَبّت فلان في الأمر وينبغي التثبت في ذلك
ولا تقل: تثبت فلان من الأمر وينبغي التثبت من الأمر

كتب مصطفى جواد: “وذلك لأن الفعل الخماسي “تثبت” مشتق من الفعل الثلاثي “ثبت” وهو من الأفعال التي تحتاج الى ظرف المكان إحتياجاً أصلياً ضرورياً. فالثبات أو الثبوت أو كلاهما ينبغي لهما وجود مكان، تقول “ثبت في مقامه”، ويجوز في الحروف الظرفية من حروف الجر في اللغة العربية أن يقوم حرف مقام حرف كقولنا “حدث هذا في عهد فلان وعلى عهد فلان” و “صلبوه على جذع وفي جذع”. وثبت فلان على رأيه، وليس حرف الجر “من” من الحروف الظرفية فلذلك لا يجوز أن يقال “تثبت من الأمر” بمعنى “تثبت فيه”. كما لا يقال “جلس من الكرسي” بمعنى وقف على التل. جاء في لسان العرب: “وتثبت في الأمر والرأي واستثبت: تأنّى فيه ولم يعجل”.

(المزيد…)

Continue Reading قل ولا تقل / الحلقة الستون

قل ولا تقل / الحلقة التاسعة والخمسون

 

إذا كنا نعاقب من يعتدي على الأثر التأريخي أو البيئة ألا يجدر بنا أن نعاقب من يهدم لغتنا؟

إن اللغة العربية هي أعظم تراث للعرب وأقدسه وأنفسه، فمن استهان بها فكأنما استهان بالأمة العربية نفسها وذلك ذنب عظيم ووهم جسيم أليم. (م ج)

 

قل: رجعت الكتاب الى صاحبه رجْعاً فانا راجع له وهو مرجوع اليه والكتاب مرجوع

ولا تقل: أرجعت الكتاب الى صاحبه إرجاعاً

وكتب مصطفى جواد: “إلا في لغة هُذيل وما نحن وهُذيل. قال الله عز وجل: “فرجعناك الى أمك كي تقر عينها ولا تحزن”، وقال”فإن رجعك الله الى طائفة منهم”، وقال”إنه على رجعه لقادر يوم تبلى السرائر” ولم يقل “على إرجاعه”. وقال “ولئن رجعت الى ربي أن لي عنده للحسنى” ولم يقل أرجعت. والفعل الثلاثي يفضل على الرباعي إلا إذا ورد النص على العكس كأوحى الله فهو خير من وحى الله، وكأغفى فلان فهو خير من غفا فلان.” (المزيد…)

Continue Reading قل ولا تقل / الحلقة التاسعة والخمسون

قل ولا تقل / الحلقة الثامنة والخمسون

 

 

إذا كنا نعاقب من يعتدي على الأثر التأريخي أو البيئة ألا يجدر بنا أن نعاقب من يهدم لغتنا؟

إن اللغة العربية هي أعظم تراث للعرب وأقدسه وأنفسه، فمن استهان بها فكأنما استهان بالأمة العربية نفسها وذلك ذنب عظيم ووهم جسيم أليم. (م ج)

 

قل: ألقى وزير الداخلية كلمة في الشٌّرْطَة

ولا تقل: ألقى وزير الداخلية كلمة في الشَّرِطَة

حيث إني لم أعد أطيق سماع الفحش في عربية الإعلام المتخلف والأمي والمدعي العربية فقد عدلت عن سماع الخبر الى قراءته ذلك لأن اللحن في تصريف الكلمة لا يظهر في الكتابة كما يفعل في النطق.

لكني لا بد لي من وقت لآخر أن أسمع شيئاً.. وحدث ظهر اليوم الثاني من أيام عيد الأضحى المبارك أني كنت اشاهد قناة الفضائية السورية فاذا بالمذيعة وهي تؤكد عشر مرات في موجز الأخبار على ان وزير الداخلية ألقى كلمة في منتسبي جهاز “الشَّرِطَة” مع الإهتمام بان المشاهد لا تفوته أهمية فتح “الشين”. وليس ذنب المذيعة الجاهلة، وما أكثرهن، جهلها بالعربية فذلك مبلغها من العلم. لكن الذنب كل الذنب يقع على من استخدمها لتذيع بين الناس على الفضاء ومن جمهورية سورية التي تعتز بعروبتها هذا القبيح من الكلام…. لكن ذلك المسؤول نفسه قد لا يكون أكثر علماً، وكان الله في عون العربية! (المزيد…)

Continue Reading قل ولا تقل / الحلقة الثامنة والخمسون

قل ولا تقل / الحلقة السابعة والخمسون

إذا كنا نعاقب من يعتدي على الأثر التأريخي أو البيئة ألا يجدر بنا أن نعاقب من يهدم لغتنا؟

إن اللغة العربية هي أعظم تراث للعرب وأقدسه وأنفسه، فمن استهان بها فكأنما استهان بالأمة العربية نفسها وذلك ذنب عظيم ووهم جسيم أليم. (م ج)

 

 

قل: شملت الإشتباكات الجيش اللبناني الموجود عند مداخل المخيم

ولا تقل: الاشتباكات طاولت الجيش اللبناني المتواجد عند مداخل المخيم

شاع في إعلام بلاد الشام ومما يردد كل يوم في وسائلها استعمال كلمة “طاول” ويراد بها “شمل” أو “نال” أو “وصل” وهو استعمال شنيع للفعل “طاول”. والمثال أعلاه جاء على موقع إحدى قنوات التلفاز التي تفخر بعروبتها والتي تصر على استعمال “تواجد” و “كباش” و “مولجة” على سبيل المثال في معاني لا علاقة لها بأصل الكلمات.

وكتب ابن فارس في المقاييس: ” الطاء والواو واللام أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على فَضْلٍ وامتداد في الشيء. من ذلك: طالَ الشَّيءُ يطُولُ طُولاً. قال أحمد بن يحيى ثعلبٌ: الطُّول: خلاف العَرض. ويقال طاوَلْت فلاناً فطُلْتُه، إذا كنتَ أطوَلَ منه.” أما الجوهري فقد كتب في الصحاح: ” وأمَّا قولك طاوَلَني فلان فطُلْتُهُ، فإنما تعني بذلك كنت أطْوَلَ منه، من الطولِ والطَوْلِ جميعاً….. واسْتطالَ عليه أي تطاوَلَ. يقال: اسْتطالوا عليهم، أي قَتَلوا منهم أكثر مما كانوا قَتَلوا.” وحيث إنه لم يرد عن العرب إستعمال “طاول” بالمعنى الذي يستعمله أهل الشام اليوم فليس هناك من مسوغ لهذا الإستعمال القبيح ما دام أكثر من فعل يعبر عما يراد ويغني عن الخطأ. (المزيد…)

Continue Reading قل ولا تقل / الحلقة السابعة والخمسون

قل ولا تقل / الحلقة السادسة والخمسون

إذا كنا نعاقب من يعتدي على الأثر التأريخي أو البيئة ألا يجدر بنا أن نعاقب من يهدم لغتنا؟

إن اللغة العربية هي أعظم تراث للعرب وأقدسه وأنفسه، فمن استهان بها فكأنما استهان بالأمة العربية نفسها وذلك ذنب عظيم ووهم جسيم أليم. (م ج)

 

قل: إن لداعش دعايةً خاصةً بها

ولا تقل: إن لداعش “بروبوغاندا” خاصة بها

كنت أستمع لأخبار الفضائية السورية فإذا بمن أعدها أفضل مذيعاتها تقول لنا “إن داعش لها بروباغاندا خاصة بها”. فسألت نفسي: ترى هل يعتقد معد الخبر أو المذيعة أن المواطن العربي في سورية أو خارج سورية مطلوب منه أن يفهم اللاتينية؟ وهل كلمة “بروباغاندا” مصطلح جديد دخل عالم تقنية المعلومات حتى لا يستطيع الجهلة المتخلفون من العرب اللحاق به فنضطر لإستعماله؟ أم أن هذا التغرب الفكري طغى بشكل فيضان يجعل إدعاء العروبة يبدو اكذوبة كبرى!

أدري أن أكثر من جاهل حين يواجه بهذا وتعرض عليه كلمة عربية اصيلة لتحل محل اللفظ اللاتيني سرعان ما يرد بأن الكلمة العربية ليست مطابقة تماماً للكلمة اللاتينية وحين تسأله أن يشرح لك ما تعنيه الكلمة اللاتينية فإنه يتلعثم ويكشف عن عجزه وجهله. (المزيد…)

Continue Reading قل ولا تقل / الحلقة السادسة والخمسون

قل ولا تقل / الحلقة الخامسة والخمسون

إذا كنا نعاقب من يعتدي على الأثر التأريخي أو البيئة ألا يجدر بنا أن نعاقب من يهدم لغتنا؟

إن اللغة العربية هي أعظم تراث للعرب وأقدسه وأنفسه، فمن استهان بها فكأنما استهان بالأمة العربية نفسها وذلك ذنب عظيم ووهم جسيم أليم. (م ج)

 

قل: زودّه زاداً وكتاباً وشيئاً آخر وتزوّد هو زاداً وكتاباً وشيئاً آخر

ولا تقل: زوّده بزاد وبكتاب وبشيء، ولا تزوّد هو بها

وكتب مصطفى جواد: “وذلك لأن الأصل في استعمال “زوّد وتزوّد” أن يكونا مقصورين على الزاد أي على الأصل الذي اشتقا منه، فكانت العرب إذا قال القائل منهم “زوّدوه” علم من “أعطوه زاداً” ثم تطورت اللغة من الحقيقة الى المجاز واختلفت الأزودة فوجب تمييز نوع الزاد فقيل: زوّده شيئاً وتزوّد هو شيئاً بنص الإسمين في الجملتين. والدليل على ما قلت هو منقول اللغة، قال الجوهري في الصحاح: “الزاد: طعامٌ يتخذ للسفر. تقول: زَوَّدْتُ الرجل فَتَزَوَّدَ.” ولم يزد على ذلك.

وقال الزمخشري في أساس البلاغة: “ومن المجاز…زودته كتاباً الى فلان وتزوّد من الأمير كتاباً الى عامله وتزوّد مني طعنة بين أذنيه وسمة فاضحة بين عينيه”. (المزيد…)

Continue Reading قل ولا تقل / الحلقة الخامسة والخمسون

قل ولا تقل / الحلقة الرابعة والخمسون

إذا كنا نعاقب من يعتدي على الأثر التأريخي أو البيئة ألا يجدر بنا أن نعاقب من يهدم لغتنا؟

إن اللغة العربية هي أعظم تراث للعرب وأقدسه وأنفسه، فمن استهان بها فكأنما استهان بالأمة العربية نفسها وذلك ذنب عظيم ووهم جسيم أليم. (م ج)

 

قل: عقدوا صَفْقَةً جديدة
ولا تقل: عقدوا صَفَقَةً جديدة

كنت أستمع قبل أيام لبرنامج على قناة المنار اللبنانية فاستوقفني قول مقدمة البرنامج إن “صَفَقَةً” (بفتح الفاء) قد تمت. وليست مقدمة البرنامج تلك وحيدة في هذا الفحش من القول حيث إن هذا الجهل بلسان العرب هو السائد اليوم في الإعلام العربي حتى أني لا أعرف إذاعة واحدة أو قناة تلفاز في بلاد الشام كلها فيها مذيع واحد أو مقدم برامج واحد لا يلحن. فهل يعقل أن شام العروبة قد خلت كلياً من سلامة اللسان؟ فإذا كان ذلك هو الحال فهل نعجب لما يجري فيها من خراب؟

وقد عاتبني أحد الأصدقاء في أنني أتشدد كثيراً في التأكيد على سلامة اللغة. فما كان مني إلا أن اساله: ترى ما الذي يفهمه حين يسمع مذيعاً في قناة الميادين، والتي تفخر بعروبتها، وهو يقول “إن هذا يتقاطع مع المصالح الأمريكية”؟ أليس لسان العرب يقضي أنه عنى “أن هذا يناقض المصالح الأمريكية”؟ فقال نعم. فقلت: ما بالك إذا كان المذيع أراد “إن هذا يتطابق مع المصالح الأمريكية”. كيف يمكن للمستمع أو المشاهد أن يفهم الرسالة إذا كان هذا المذيع الأمي يستعمل فعلاً عربياً واضحاً بعكس معناه. فهل يعقل أني سأتعلم ممن لا يحسن لغتي شيئاً في السياسة أو القانون أو أياً من العلوم؟ ألا يقضي العقل والمنطق ألا يخاطب الناس إلا من يحسن لسانهم فمن لا يحسن لسانهم عليه أن يتعلم قبل أن يعلمهم!

(المزيد…)

Continue Reading قل ولا تقل / الحلقة الرابعة والخمسون

قل ولا تقل / الحلقة الثالثة والخمسون

إذا كنا نعاقب من يعتدي على الأثر التأريخي أو البيئة ألا يجدر بنا أن نعاقب من يهدم لغتنا؟

إن اللغة العربية هي أعظم تراث للعرب وأقدسه وأنفسه، فمن استهان بها فكأنما استهان بالأمة العربية نفسها وذلك ذنب عظيم ووهم جسيم أليم. (م ج)

 

قل: هو لا يعنى بما سوى حاجاته أو لا يعنى بسوى حاجاته (على غير الفصيح بادخال الباء على سوى)

ولا تقل: هو لا يُعنى سوى بحاجاته

كتب مصطفى جواد: “وذلك لأن “سوى” تضاف الى ما بعدها فيؤلفان مضافاً ومضافاً اليه ولا يجوز اقحام الباء بين المضاف والمضاف اليه، وهذا أقل ما يقال في مثل هذه العبارة لأن الفصيح أن يقال “هو لا يعنى بما سوى حاجاته” لغير الآدمي فإن كان المجرور من الآدميين قيل “هو لا يعنى بمن سوى اصدقائه” مثلاً.

(المزيد…)

Continue Reading قل ولا تقل / الحلقة الثالثة والخمسون