النفاق الروسي حول اليمن

كتب موقع الميادين اليوم 16 نيسان 2015 ما يلي:

يعزو السفير السعودي صمت الفيتو الروسي الى محاولة اقناع ناجحة قادتها المملكة. لكن الامتناع الروسي عن التصويت ترافق مع تشديد على ضرورة عدم استخدام القرار الدولي لتسعير النزاع ومع دعوة الى استئناف المفاوضات السياسية، ما يشير إلى أن روسيا تحاول إمساك العصا من الوسط، ولا ترغب بتخريب علاقاتها نهائيا مع الدول الخليجية التي يشوبها التوتر أصلا بسبب مواقف موسكو من الأزمة السورية .

إضافة إلى ذلك يدرك الكرملين جيدا أن هذا القرار لن يعطي دفعا لقوة التحالف الذي تقوده السعودية، ولا سيما عقب تصويت البرلمان الباكستاني ضد تدخل إسلام آباد في حرب لا ناقة لها فيها ولا جمل، وعقب موجة اعتراض واسعة داخل مصر للتدخل البري.

وسط هذا المشهد لن يكون قرار مجلس الأمن رقم 2216 الا قرارا ضعيفا لن يدفع الا بمزيد من إراقة دماء اليمنيين لحين نضوج الحل السياسي .”

لم توفق الميادين مرة أخرى في التحليل فقد حاولت أن تجد المخرج للموقف الروسي الإنتهازي والذي لا يمكن أن يوصف الا كذلك… ذلك لأن روسيا لا يمكن لها أن تسمح بمرور قرار من مجلس الأمن يدعم عدواناً صارخاً على دولة مستقلة لسببين أولهما أن روسيا تعرف جيداً ما حصل إثر القرارات المشابهة منذ عام 1991 حتى اليوم والتي أدت لتدمير العراق وسوريا وليبيا، وثانيهما والذي لا يقل أهمية هو إستحالة إمكانية اليمن لاحقاً المطالبة بأي تعويض لأن المحاكم الدولية لا تنظر في قضية قرر فيها مجلس الأمن شيئاً حتى إذا كان ذلك مخالفاً لقواعد القانون الدولي… كما أن روسيا تعرف جيداً أنها منذ استلمت أربعة بلايين دولار كما اعترف به محافظ المصرف المركزي الروسي، من أجل السكوت عن خراب العراق عام 1991، تعرف أن كل سكوت عن عدوان لا بد أن يكون له ثمن تقبضه روسيا. فهل قبضت روسيا هنا أو وعدت بشيء. ايا كان الحال فإن من الأسلم لها أن تسكت عن النفاق في إعطاء التصريحات حول ما يجري في اليمن.

وكيف يعد ضعيفاً قرار سكت عن العدوان واتهم الضحية بمسؤوليتها عن موتها وخرابها؟

اترك تعليقاً


CAPTCHA Image
Reload Image