أفشل بوغدانوف في إقناع بوتين حول الأسد؟

لا تختلف روسيا عن أية دولة كبرى في أن تنمو فيها مواقع قوى ومدارس فكرية تختلف وقد تتناقض فيما بينها حول تحليل الصراع من حولها من أجل الوصول لأفضل موقف لتلك الدولة وهو الهدف الأساس من السياسة الخارجية لها….

وقد بدى واضحاً من خلال تصريحات متكررة لميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية وممثل الرئيس بوتين للشرق الأوسط، أنه يعتقد أن مصلحة روسيا تتحقق باستبال رئيس آخر بالرئيس بشار الأسد. وقد أعاد بوغدانوف هذا الرأي أكثر من مرة خلال السنوات الثلاث الماضية. وإذا كان مستعداً للتصريح به أمام الناس فلا بد أنه كان شديد التحمس لذلك الرأي ومدافعاً عنه بكل قوة أمام سيده في الكرملين.

وليس موقف بوغدانوف هذا صعب الفهم بالنسبة لي فهو دبلوماسي مخضرم خدم النظام السوفيتي وتأثر بالفكر والترف المزيف للإستكبار الرأسمالي والذي عرض له أثناء خدمته في الخارج كما حدث لكثيرين من دبوماسي الإتحاد السوفيتي ودول حلف وارشو المتحالفة معه. فانتهى بوغدانوف كما انتهى آخرون، بوعي أو بدون وعي، وهو يحمل هوى صهيونياً مما يجعله يفكر أن أفضل حل للمنطقة هو استبدال وجوه جديدة ترضى باسرائيل وتتعايش معها بالوجوه القديمة. ولعل من مفارقات السياسة أن عدداً من دبلوماسي الدول الراسمالية الذين خدموا في عدد من الدول العربية انتهوا وهم يتعاطفون مع الموقف القومي العربي من الوجود الصهيوني.

وعمل بوغدانوف وعصابته في الخارجية الروسية لثلاث سنوات على محاولة إثبات سلامة فكرة إزاحة بشار الأسد، فاتصل بالعديد من السورييين، ومنهم من لا يساوي في افلاسه السياسي حتى ذكر اسمه، لا لشيء سوى ليثبت أنه يبحث بجدية عن البدائل والحلول. لكن بوغدانوف رغم طول خدمته وعلاقاته الواسعة وإلمامه بالعربية ما زال غير قادر على فهم طبيعة الصراع في سورية. فهو يعتقد بكل سذاجة انه صراع بين السنة والعلويين وان تسوية تأتي بعلوي يحل محل بشار الأسد قد تقود لاتفاق على تقاسم السلطة على أسس مذهبية يحفظ لروسيا مصالحها في موقع لها على شاطئ الأبيض المتوسط الشرقي. وليس بوغدانوف وحده في هذه الجهالة حيث يشاركه الكثيرون من الساسة الروس وغير الروس! ومن يرجع للتصريحات والمواقف السياسية المعلنة خلال السنوات الثلاث الماضية لقادة وساسة أوربيين يكتشف عمق هذه الجهالة.

ذلك لأن من لا يقدر أن يفهم ماهية الصراع في المنطقة لا يمكن له أن يقدم شيئاً يساهم في معالجة أية أزمة مستجدة. فالصراع كان ومازال وسيبقى بين الوجود القومي العربي والإستيطان الصهيوني. وليس بين هذين موقف وسط. فكل إساءة للمشروع القومي العربي تصب في خدمة الصهيونية ومشروعها أياً كان مسوغ تلك الإساءة. فالذي يدعي أنه يسعى لإسقاط نظام القذافي بحجة إضطهاده لحقوق الإنسان إنما ينتهي بضرر بحقوق الإنسان أكبر مما كان لأن سقوط النظام القومي في ليبيا، برغم كل مثالبه، ينهي الدولة الليبية ومؤسساتها ويقود لضياع الأمن والأمان وفقدان الحقوق بما فيها أبسطها في حق الحياة! فكل الذي حدث في المنطقة العربية منذ قيام الدولة الصهيونية، رغم ما يبدو من تباينه في الظاهر، يمكن تعريفه رياضياً في هذه المعادلة….. فانفصال سورية عن الوحدة مع مصر والذي قام به خونة سورية كان في خدمة الصهيونية، واتفاق أوسلو الذي وقعه خونة فلسطين كان في خدمة الصهيونية، وحصار العراق المدمر بين 1990 و2003 كان في خدمة الصهيونية، وغزو العراق واحتلاله في 2003 كان في خدمة الصهيونية، وخراب لبيبا وإنهاء الدولة كان في خدمة الصهيونية، وتدمير اليمن هو في خدمة الصهيونية…. وكل ما يحدث في سورية لا يمكن أن يكون إلا في خدمة الصهيونىة.

ذلك أن الصهيونية أدركت أنها لم تعد بحاجة لغزو الأرض العربية وخسارة المال والرجال من أجل ذلك ما دام بهائم المسلمين قادرين على تحقيق ذلك لها! وحيث إن قيادات الإسلام السياسي العربية جميعها مرتبطة بشكل أو بآخر بالصهيونية فلم يعد عسيراً تسخير تلك البهائم، بل إن تلك القيادات جائت بالبهائم من خارج أرض العرب، ممن لا يعرفون من الدين إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه، وزجت بهم في مشروع خراب سورية وإنهاء أخر خندق في معركة المصير العربي.

لكن بوغدانونف عجز بعد بحث مضن بين وجوه السوريين الذين لا يحملون مشروعاً سياسياً أكثر من خلافهم مع البعث لأسباب بعضها قد يكون ذاتياً بسب تعرض ذلك الشخص لإعتقال أو أذى من لدن النظام. فهو لم يستطع أن يأتي بحل سوى الإدعاء بأن حكومة انتقالية هي الحل. لكنه لم يستطع أن يبين كيف ستتمكن حكومة الأوهام من رجال لا يمتلكون أكثرمن تمثيل أنفسهم أن يوقفوا الهجمة الهمجية على سورية؟ ومن لا يستطيع أن يوقف الهجمة المسلحة على سورية لا يقدم أي حل.

وليس واضحاً ما إذا كان بوغدانوف قد أقنع بوتين قبل عامين بآرائه حيث لم يصدر عن الرئيس الروسي في السنوات الماضية ما يشير الى موقف واضح وصريح. لكن الذي ليس عليه خلاف هو أن الرئيس الروسي قرر خلال الأسابيع القليلة الماضية حسم الموقف والوقوف بحزم في دعم الأسد والحكومة السورية. وهذا يعني أن القرار السياسي الذي اتخذه بوتين ألغى كل محاولات بوغدانوف وبطانته من صهيوني الهوى للبحث عن بديل لبشار وقرر القاء ثقل روسيا السياسي، في الدعوة للوقوف مع دمشق ضد الإرهاب بكل أشكاله، والعسكري في الإذن بتزويد سورية بأسلحة كانت محظورة في السابق.

وقد جاء القرار الروسي مفاجئاً حتى للمخابرت الصهيونية والأمريكية والأوربية. وخير دليل على ذلك تصريحات كيري المتخبطة حول ما تريده روسيا في سورية. لكن الأوضح من كل ذلك هو الزيارة العاجلة لنتانياهو لموسكو ليستطلع من بوتين قواعد الإشتباك الجديدة، وليس لإنذار موسكو كما صورت الصهيونية ذلك لأن بوتين أصبح أكبر وأكثر ثقة مما كان عليه قبل عقد من الزمن!

فما الذي قاد للقرار الروسي المفاجئ وما هي نتائجه المحتملة؟

لست أدعي أن لي علاقة بأجهزة مخابرات كما يفعل كثيرون ممن يسمون أنفسهم بـ “المحللين الإستراتيجيين”، حتى أجزم بما حدث وأكشف عن أسرار لا يعرفها غيري. إلا أني أفعل اليوم ما فعلته منذ ثلاثين عاماً في متابعة الحدث وربط أجزائه واستقراء التأريخ. ويبدو لي أن الرئيس الروسي قد ثبت له من عمل أجهزة الرصد (بأشكالها المتعددة)، التي تفوق كل اجهزة المخابرات الأوربية في دقتها، أن خطة لغزو سورية وضعت موضع التنفيذ ولم تعد مجرد محاولات تسليح وتدريب عدد من شذاذ الآفاق السوريين في تركيا وإرسالهم عبر الحدود الأطلسية التركية. ودليلي على ذلك ما يلي:

   1.            إعلان تركيا الحرب على الأكراد كي تستعمل طيرانها بحجة ملاحقة الأكراد لضرب أي موقع سوري عند المباشرة بالغزو.

   2.            تحريك آلاف الناس نحو شرق أوربا مع تغطية إعلامية واسعة بادعاء أنهم لاجئون سوريون، رغم أن أغلبهم ليسوا من سورية، وذلك بهدف تهيئة عقول الناس للتدخل في سورية لوقف النزوح حيث إنهم يرددون بأن علاج المشكلة يجب أن يتم بوقف أسباب النزوح من سورية.

   3.            إدخال مئات المقاتلين الجدد من تركيا بغطاء جوي أمريكي.

   4.            تزويد المقاتلين في شمال وجنوب سورية بآخر الأسلحة ومعدات الإتصال والتشويش المتطورة.

   5.            عدم التعرض لقوافل “داعش” التي تتحرك بين العراق وسورية وأمر الحلفاء من الصهاينة الأكراد بعدم التعرض لتلك القوافل.

   6.            قيام الطيران الإسرائيلي بنشاط غير مسبوق في التحليق في الأجواء السورية وجس النبض بمهاجمة مواقع سورية في الجولان.

   7.            التستر على التجار الذين ينقلون النفط الذي تنتجه “داعش” لتسويقه في تركيا أو خارجها.

فاذا كان كل هذا واضحاً للعيان من التهيئة للغزو، فما هي الخطوات والإجراءات في الخفاء غير الواضحة لنا والتي تعرفها المخابرات الروسية؟

لقد اقتنع بوتين كما يبدو أن خطة غزو سورية وضعت موضع التنفيذ وأن التصريحات الأمريكية ليست سوى ذر الرماد في العيون. وقرر أنه لا يمكن السماح بخراب سورية وذلك بالتأكيد ما سيحدث لو أنها غزيت كما غزي العراق وليبيا.

وبوتين لا يفعل ذلك كما يقول الأمريكون ومن في ركابهم للحفاظ على قاعدة بحرية لروسيا في طرطوس رغم أهمية تلك القاعدة. لكنه يفعل ذلك لأن خراب سورية سوف يقود لخراب منتشر في المنطقة على مقربة من الحدود الروسية، سيقسم تركيا وهي أوهن من بيت العنكبوت لا كما تدعيه من قوة، ذلك لأن تركيب الدولة التركية الحالية وحده كاف لتقسيمها عرقياً ومذهبياً كما حاولت أن تفعل هي في سورية.

وليس غائباً عن بوتين أن انتشار السلفية المترتب على خراب العراق وسورية سوف يحرك الآلاف من مسلمي روسيا نفسها في الشيشان والقوقاز ومن جمهوريات آسيا الوسطى، ولمنع ذلك لا بد من منع خراب سورية.

ويظن البعض خطأً أن الولايات المتحدة الأمريكية تريد أن يتحقق الأمن والسلم في هذا الشرق. وهذا وهم. فالصهيونية العالمية تريد خراب “الشرق الأوسط” لأسباب عدة يتصدرها هدف خلق حالة عدم استقرار مستمرعلى حدود روسيا…

كنت قد قلت ان الصهيونية تفاجأت بالقرار الروسي فقد اقتنع الصهاينة، ربما بسبب تصريحات بوغدانوف ومن معه، أن الروس قد لا يمانعون حقاً في سقوط الأسد وان أكثر ما سيفعلونه هو الإستنكار كما فعلوا في غزو العراق وقد يخفف من حدة موقفهم عدد من صفقات السلاح بين روسيا ودول التعاون الخليجي…. وهكذا قرأنا تخبط وزير الخارجية الأمريكي خلال الأيام الماضية فهو تارة يقول إن سلاح مقاومة الطائرات الجديد في سوريا هو لحماية القاعدة الروسية، وهو تفسير لا يعقله طفل فمن سيحاول مهاجمة قاعدة روسية في أي مكان في العالم ثم يصبح بسلام في اليوم التالي؟

ثم كشف كيري حقيقة الصراع حين صرح بقوله: “نحن مستعدون للتفاوض فهل الأسد مستعد؟” لكنه لم يقل لنا بأية صفة يريد هو أن يفاوض وحول ماذا يريد أن يفاوض! أليس في هذا تصريح كاف عن أن المعركة في سورية هي بين القومي والصهيوني وأن كل الذين يقاتلون نظام البعث يعملون أجراء في المشروع الصهيوني؟

أن دخول روسيا المعركة سوف يغير قواعد الإشتباك ونتيجة المعركة بشكل قد ينعكس سلباً أو إيجاباً على سورية. فما الذي يمكن أن يحدث في الأشهر المقبلة؟

   1.            إن أهم نتيجة للمشاركة الروسية المباشرة والجادة في سورية هي في قرار روسيا للعب دور رئيس في ارض العرب للمرة الأولى منذ انتهاء النظام الشيوعي، وهو ما سيجبر الصهيونية العالمية على تقويم جدي لمشروعها للمنطقة والذي باشرت بتنفيذه منذ غزو العراق عام 2003. إن ما تقوله روسيا اليوم هو انه إذا كانت الولايات المتحدة تدعي أن لها مصالح على بعد عشرة آلاف كيلومتر من شواطئها فإن لروسيا الكبرى مصالح على بعد ألف كيلومتر من حدودها!

   2.            إن وجود طائرات روسية بطيارين روس في سماء سورية سوف يجعل من شبه المستحيل قيام طائرات أمريكية أو تركية بمهاجمة أي موقع للجيش السوري أو المقاتلين معه من السوريين واللبنانيين.

   3.            إن الوجود الروسي العسكري المستجد في سورية سوف يمنع إسرائيل من التصرف بالحرية التي تعودت عليها في خرق الأجواء السورية، رغم كل ما يصدر عن قادتها بأن خططهم التعبوية لن تتغير بالتغير الجديد.

   4.            إن دخول روسيا في ساحة المعركة السورية سوف يحجم خيارات سورية في ما يتعلق بالصراع العربي الصهيوني ذلك لأنها، أي روسيا، لا يمكن أن تشترك في حماية سورية دون أن يكون لها رأي قاطع في تسيير الصراع.

   5.            إن العمليات العسكرية الروسية الجوية المرتقبة والبرية المحتملة سوف تغير نتائج المعركة بشكل حاسم حيث سيتمكن الطيران الروسي من تدمير مواقع الإرهاب في سورية وطرق إمدادهم، سواء أكان ذلك من تركيا أم من الأردن، في أشهر قليلة ويكشف زيف الإدعاء الأمركي بأنها، أي الولايات المتحدة، تقاتل داعش منذ سنة!

   6.            إن تمكن الطيران الروسي من شل تموين الجماعات الإرهابية وضرب مواقع اتصالاتها وقياداتها سوف يمكن الجيش السوري وحلفاءه من إيقاع هزيمة حاسمة بجميع فصائل الإرهاب العاملة في سورية ويجبر الباقين على العودة الى مرسليهم أومحركيهم من حيث جاؤوا عبر تركيا والأردن “ليذوقوا لهم وبال امرهم”!

   7.            إن بشار الأسد باق، سوى أمر الله، ليس فقط في سورية ولكن رئيساً لها. وهذا القرار ليس حباً ببشار لكنه مبدأ تطمح روسيا في تثبيته على وفق قواعد القانون الدولي الذي تريد تفعيله، بعدم جواز تغيير الحكام والنظم السياسية في العالم بتدخل خارجي والعودة الى القاعدة الأساس التي بني عليها ميثاق الأمم المتحدة.

   8.            إن بقاء بشار الأسد قائداً لسورية يجب أن تفهمه الصهيونية على أنه أساس وليس شرطاً من شروط التسوية. وهذا يعني أنه، أي الأسد، لن يكون، كما تقول مركل وفابيوس، طرفاً في التفاوض حول الحل. فهو رئيس سورية الشرعي على وفق قواعد القانون الدولي الذي تريد روسيا أن تحل المشكلة بموجبه وهذا يعني أن من أراد التفاوض فعليه أن يفاوض الإسد مباشرة ويعرض عليه ما يعتقده ممكناً كحل وليس في أن يكون الأسد أحد الأطراف في التفاوض. إذ لا يمكن للولايات المتحدة أن تدعي، على وفق قواعد القانون الدولي، أنها طرف في النزاع حتى تكون طرفاً في الحل.

   9.            إن دخول روسيا المباشر يعني أنها سوف تلعب دوراً رئيساً في تشكيل الحكومة السورية الجديدة تحت أي مسمى كان ذلك فتأتي بعدد ممن تعتقدهم أصدقاء لروسيا من الشيوعيين القدماء والماركسيين (هذا إذا افترضنا ان في سورية اليوم ماركسياً واحداً) ليشاركوا في الحكومة لتقديم الدليل على أن نظام البعث لا مانع لديه من المشاركة في الحكم وإن كان أي من الوزراء غير البعثيين لن يقدر على عمل شيء مختلف كما كان الحال في استيزار قدري جميل الذي دخل وخرج دون أثر!

هذه هي بعض الآراء حول ما يعنيه التغير في الموقف الروسي وما يمكن أن يترتب عليه. وقد يصدق بعض منها وقد لا يصدق بعض.

لكن المهم في الأمر هو أن الرأي المتعاطف مع الصهيونية في روسيا والذي يمثله بوغدانوف (رغم ان صديقي الروسي يختلف معي في هذا الإستنتاج) فشل الآن في إقناع بوتين بالتخلي عن بشار الأسد. فقد قرر بوتين أن بقاء بشار الأسد ونظامه أفضل ليس لروسيا حسب وانما للنظام الدولي.

عبد الحق العاني

25 أيلول 2015

This Post Has One Comment

  1. Mahmood Ghaleb

    سيدي الفاضل
    السؤال هو :
    هل الحرب التي تنذر بها روسيا محدودة النطاق والمساحة ؟ أم سوف تتسع أكثر من الأراضي السورية
    ومدى ستبدأ هذه الحرب حسب التوقعات بالرغم من أشارتكم بالشهر المقبلة ؟
    هل هذه الحرب ستواجه صد من قل الحلف التقليدي ( الصهاينة ، الأمريكان ، البريطانيون ).
    هل هذه الحرب هي بداية الحرب العالمية الثالثة؟
    شكرا لكم.

اترك تعليقاً


CAPTCHA Image
Reload Image