قل ولا تقل /الحلقة السادسة والستون

إذا كنا نعاقب من يعتدي على الأثر التأريخي أو البيئة ألا يجدر بنا أن نعاقب من يهدم لغتنا؟

إن اللغة العربية هي أعظم تراث للعرب وأقدسه وأنفسه، فمن استهان بها فكأنما استهان بالأمة العربية نفسها وذلك ذنب عظيم ووهم جسيم أليم. (م ج)

 

قل: تحدث بعدها وزير خارجية روسيا

ولا تقل: تحدث بعدها رئيس الدبلوماسية الروسية

ومما شاع في الإعلام العربي وربما ظنه عدد من المتحذلقين من معدي الأخبار والمذيعين ما يضفي شيئاً من الرقي على صياغة الخبر إستعمال عبارة “رئيس الدبلوماسية” عند الإشارة لـ “وزير الخارجية”. لكن حقيقة الأمر في هذا الإستعمال تكشف عن فحش في اللغة وغباوة وجهل في الفهم. فلفظة الدبلوماسي والتي دخلت العربية من الفرنسية على أيدي المتفرنجين لا تعني في الفرنسية أكثر من “سفير”، فلم الحاجة لإستعمال الأعجمي بديلا عن العربي؟

وليت الأمر توقف عند الفحش في اللفظ الأعجمي “قالوا لولا فصلت آياته أأعجمي هو وعربي”، لكنه تعداه في كشف جهل المتحدث. ذلك لأن وزير الخارجية ليس في حقيقة الأمر رئيس “الدبلوماسية”. فالدائرة “الدبلوماسية” هي ليست سوى قسم من أقسام وزارة الخارجية، وهذه الأخيرة تقوم باعمال أخرى كثيرة إلى جانب عملها “الدبلوماسي” إذا ما أردنا الإستمرار في استعمال الكلمة الفرنسية من أجل إيصال الرسالة. ويكاد يكون من السائد في أكثر دول العالم أن تشتمل وزارة الخارجية فيها على دائرة تسمى “الدائرة الدبلوماسية” ولها رئيس كما هو الحال في أي قسم أو دائرة في الوزارة. وهكذا فإن عبارة “رئيس الدبلوماسية” الذي تخدش اسماعنا بها المذيعة، المهتمة بوجهها وشعرها أكثر من اهتمامها بلغتنا، لا تعني وزير الخارجية كما تعتقد، ولا يجوز أن يفهم أنها تتحدث عن هذا الأخير إذا ما أشارت له بتلك التسمية، بل إنها تعني رئيس الدائرة “الدبلوماسية” في الوزارة وهو ليس ما يريده معد الخبر!

إن أبسط الأمور وأسهلها وأقربها لفهم الناس ما كان يفهم بطبيعته دون الحاجة للتفكر بمدلولات الكلمات كلما أمكن ذلك. فإذا كان كل مشاهد أو مستمع أو قارئ من العرب يفهم ما تعنيه عبارة “وزير الخارجية” فما هو الهدف من إستعمال “رئيس الدبلوماسية” والتي لا تعني قط وزير الخارجية؟

قل: جدب فلان أعمالهم

ولا تقل: شجب فلان أعمالهم

وكتب مصطفى جواد: “فجدب فلان يجدبها جدباً أي عابها ونعاها عليه وذمها. قال الزمخشري في أساس البلاغة “وجدب عمر (رض) السَّمر بعد العتمة أي ذمّه وعابه”. وقال ابن مكرم في لسان العرب: “وجَدَبَ الشَّيءَ يَجْدِبهُ جَدْباً: عابَه وذَمَّه.

وفي الحديث: جَدَب لنا عُمَرُ السَّمَر بعد عَتَمةٍ، أَي عابَه وذَمَّه.
وكلُّ عائِبٍ، فهو جادِبٌ. قال ذو الرمة:

 فَيا لَكَ مِنْ خَدٍّ أَسِيلٍ، ومَنْطِقٍ * رَخِيمٍ، ومِنْ خَلْقٍ تَعَلَّلَ جادِبُه

يقول: لا يَجِدُ فيه مَقالاً، ولا يَجِدُ فيه عَيْباً يَعِيبه به، فيَتَعَلَّلُ بالباطلِ وبالشيءِ يقولُه، وليس بِعَيْبٍ”.

أمّا معنى “شجبه” فهو أهلكه، يقال شجبه الله أي أهلكه وشجبه ايضاً أحزنه وشجبه: شغله وفي الحديث: الناس ثلاثة: شاجب وغانم وسالم، فالشاجب الذي يتكلم بالرديء وقيل الناطق بالخنا المعين على الظلم، والغانم الذي يتكلم بالخير وينهي عن المنكر والسالم الساكت. فنزهك الله عن أن تكون شاجباً أي متكلماً بالرديء، معيناً على الظلم. فقل: جدب فلان أفعال فلان يجدبها جدباً ولا تقل: شجبها يشجبها شجباً.” إنتهى

وقال المتنبي في بائيته المشهورة في رثاء اخت سيف الدولة:

تخالف الناس حتى لا اتفاق لهم      إلا على شجب والخلف في الشجب

فقيل تخلص نفس المرء سالمة       وقيل تشرك جسم المرء في العطب

قل: بَلِعْتُ الشيء

ولا تقل: بَلَعْتُ الشيء

و نأخذ مما كتب ثعلب في باب “فَعِلت” بكسر العين ما يلي: “قَضِمَت الدابة شعيرها، ولَقِمْتُ ألقمُ، وجَرِعْتُ الماءَ أجْرعه، ومَسِسْتُ الشيء أمسُّ، وشَمِمْتُ أشمَّ، وعَضِضتُ أعضُّ، وغَصِصْتُ أغصُّ، ومَصِصْتُ الشيء أمُصُّه، وزَكِنْتُ منك كذا وكذا أزْكُنُ أي علمت، وضَنِنْتُ بالشيء أضِنُّ به، وشَمِلهُم الأمرُ يَشْمَلهُم، ونَفِدَ الشيء ينفَد، ولِجِجْتَ يا هذا، وخَطِفَ الشيء يَخطفُه، ووَدِدتُ أن ذاك كان لي إذا تمنيته، وقد رَضِعَ المولود يَرضَعُ،  وشَرِكتُ الرجل في الشيء أشركه، وفَجِئَني الأمر يَفْجأني فَجأة.”

قل: تتايعت النوائب على فلان

ولا تقل: تتابعت النوائب على فلان

كتب الحريري: “ويقولون: تتابعت النوائب على فلان، ووجه الكلام أن يقال: تتايعت، بالياء المعجمة باثنتين من تحت لأن التتابع يكون في الصلاح والخير، والتتايع يختص بالمنكر والشر، كما جاء في الخبر: ما يحملكم على أن تتايعوا في الكذب كما تتايع الفراش في النار.

وكما روي أنه لما كثر شرب الخمر في عهد عمر رضي الله عنه جمع الصحابة رضي الله عنهم، وقال: إني أرى الناس قد تتايعوا في شرب الخمر واستهانوا بحدها، فماذا ترون فقال له علي عليه السلام: أرى أن أحده ثمانين، لأني أراه إذا شرب سكر، وإذا سكر هذى، وإذا هذى افترى، فأحده حد المفتري. فاستصوب عمر رأيه، وأخذ به.

وقد جاء في لغة العرب ألفاظ خصت بالاستعمال في الشر دون الخير، كلفظة تهافت، التي لا تستعمل إلا في المكروه والحزن، وكلفظة أشفى التي لا تقال إلا لمن أشرف على الهلكة، وكالأرق الذي لا يكون إلا في المكروه لأن السهر يكون في المكروه والمحبوب، وكقولهم في مدح الميت: التأبين، ولكل ما يثور للضرر: هاج. ولأخبار السوء: صاروا أحاديث، وللمذموم ممن تخلف: خلف، وللمتساويين في الشر: سواس وسواسية، كما جاء في المثل: سواسية كأسنان الحمار، وكما قال الشاعر:

سود سواسية كأن أنوفهم ** بعر ينظمه الصبي بملعب

لا يخطبون إلى الكرام بناتهم ** وتشيب أيمهم ولما تخطب

وقد اختلف في سواسية، فقيل: هو جمع سواء، وقيل: بل وضعت موضع سواء.

 ومما ينتظم في هذا السلك استعمالهم لفظة أزننته بمعنى اتهمته بالمفاضح دون المحاسن، واستعمالهم الهنات والهنوات في الكناية عن المنكرات، كقول الشاعر:

 فنعم الحي كلب غير أنا ** وجدنا في جوارهم هنات

وكقول الآخر:

يزيد هنات من هنين فتلتوي ** علينا وتأتي من هنين هنات

قال الشيخ الإمام: وأنشدني والدي رحمه الله، قال: أنشدني أبو الحسن بن زنجي اللغوي، قال: أنشدني أبو عبد الله النمري لنفسه يرثي أبا عبد الله الأزدي، وكانت بينهما ملاحاة في عهد الحياة:

مضى الأزدي والنمري يمضي ** وبعض الكل مقرون ببعض

أخي والمجتني ثمرات ودي ** وإن لم يجزني قرضي وفرضي

وكانت بيننا أبدا هنات **       توفر عرضه فيها وعرضي

وما هانت رجال الأزد عندي ** وإن لم تدن أرضهم بأرضي

وحكى أن أبا الحسن بن وهب، كتب إلى إخ له يداعبه:

ظبيك هذا حسن وجهه ** وما سوى ذاك جميعا يعاب

فافهم كلامي يا أبا عامر ** ما يشبه العنوان ما في الكتاب

فأجابه:

وراقه ما راقك من حسنه **     منافع مخبرها مستطاب

من طيب مسموع إذا ما شدا ** يحلو به العيش ويصفو الشراب

وعشرة محمودة حفها **         مساعدات وهنات عذاب

قال الشيخ السعيد رحمه الله: وليس وصفه الهنات بالعذوبة يخرجها عن وصفها بالذم كما أوهم بعضهم، بل كما تسمى الخمر اللذة مع كونها إحدى الكبائر وأم الخبائث.

ومما لا يستعمل إلا في الشر قولهم: ندد به وسمع به، وقولهم: قيض له كذا وكذا، ومثله: “وباؤوا بغضب من الله” أي رجعوا.

 وذكر أهل التفسير انه لم يأت في القرآن لفظ الإمطار ولا لفظ الريح إلا في الشر، كما لم يأت لفظ الرياح إلا في الخير، قال سبحانه في الإمطار: “وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل”، وقال عز اسمه في الرياح وفي عاد: “إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم” وقال في الرياح: “ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات” وهذا هو معنى دعائه عليه السلام عند عصوف الرياح: اللهم اجعلها رياحاً ولا تجعلها ريحاً.

 أخبرني أبو القاسم إبراهيم بن محمد بن أحمد بن المعدل قراءة عليه، قال: حدثنا القاضي الشريف أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن أحمد الأثرم، قال: حدثنا أحمد ابن يحيى – وهو السوسي – قال: حدثنا علي بن عاصم، قال : أخبرني أبو علي الرحبي قال: حدثنا عكرمة عن ابن عباس رحمه الله قال: هاجت ريح أشفق منها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم استقبلها، وجثا على ركبتيه ومد يديه إلى السماء ثم قال: اللهم اجعلها رياحاً ولا تجعلها ريحاً، اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عذاباً.

وذكر ابن عمر رضي الله عنه أن الرياح المذكورة في القرآن: ثمان.
أربع رحمة، وأربع عذاب، فأما التي للرحمة فالمبشرات والمرسلات والذاريات والناشرات، وأما التي للعذاب فالصرصر والعقيم، وهما في البر، والعاصف والقاصف وهما في البحر.”

ويقولون لشعر السبلة شارب، فيوهمون. والصحيح أن يقال: شاربان وفي ذلك يقول سيبويه: وبعضهم يسمي السبلة كلها شاربا واحدا، وليس بصواب، وهو من الواحد الذي فرق فجعل كل واحد منه شاربا، والجمع شوارب.

ونظيره قولهم: انتعل خفه ونعله وسبته، فيفردونها، والصواب أن تثنى جميعا فيقال: انتعل خفيه ونعليه وسبتيه، كما قال سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، عندما شاهد رجلا بين القبور في سبتيه: يا صاحب السبتين اخلع سبتيك.

ونظيره ما جاء في تثنية الخف قولهم في المثل: عاد بخفي حنين.

ومنه قول الشاعر:

يا ليت لي نعلان من جلد الضبع ** وشركا من استها لا ينقطع

ومما يستطاب ذكره في هذا المقام، أن أعرابيا دخل على معن بن زائدة، وكان يومئذ أميراً على العراق، وهو ينوي أن يختبر حلمه، فأنشده يذكره بأيام فقره وقلة ماله قبل أن يصير أميراً:

 أتذكر إذ لحافك جلد شاة ** وإذ نعلاك من جلد البعير

فلم يغضب الأمير من الأعرابي كما توقع جلساؤه، وأجاب الشاعر بقوله:

 بلى، أذكر ذلك ولا أنساه.

فتابع الأعرابي قوله:

فسبحان الذي أعطاك ملكا ً** وعلمك الجلوس على السرير

فقال معن: يا أخا العرب، وشأنك في الأمير فقال الأعرابي:

سأرحل عن بلاد أنت فيها ** ولو جار الزمان على الفقير

فقال معن: يا أخا العرب: إن جاورتنا فمرحبا بك، وإن رحلت فمصحوب بالسلامة، فقال الأعرابي:

فجد لي يا ابن ناقصة بشيء         فإني قد عزمت على المسير

فقال معن: اعطوه ألف دينار يستعين بها على سفره، فأخذها الأعرابي وقال:
قليل ما أتيت به وإني               لأطمع منك بالمال الكثير

فقال معن: اعطوه ألفاً أخرى، فأخذها الأعرابي وقال:

سألت الله أن يبقيك ذخراً               فما لك في البرية نظير

فقال معن: اعطوه ألفاً آخر.

فقال الأعرابي: أيها الأمير: ما جئتك إلا مختبراً حلمك لما بلغني عنه، فقد جمع الله فيك من الحلم ما لو قسم على أهل الأرض لكفاهم .”

قل: قال الكاتبُ إنّه سيُصدر كتباً جديداً

ولا تقل: قال الكاتبُ أنّه سيُصدر كتباً جديداً

وكتب عبد الهادي بوطالب: “شاع في الاستعمال قلت له أَن (بفتح الهمزة) فلانا رجع من سفره، وقال له أَنه كلمني بصراحة. ويقول الكاتب أَنه سيُصدِر كتابا آخر. والصواب كسر الهمزة إذا وردت بعد القول وما اشتُقَّ منه. ففي القرآن: “قال إني عبد الله”. و”قُلْ إِن الخاسرين الذين خسِروا أنفسَهم وأهليهم يوم القيامة”. و”قولِهم إِنا قتلنا المسيح عيسى بن مريم رسول الله” “وإذا قيل إِن وعد الله حق” و”فقولي إِني نذرت للرحمن صوما”.
وقد يعترض عليَّ بعض اللغويين فيقول إِن قبيلة سُلَيم العربية (قبيلة الخنساء الشاعرة العربية الصحابية) كانت تنطق بهمزة إنَّ الواقعة بعد القول ومشتقاته مكسورةً ومفتوحة. ولكن كما سبق أن قلت في مقدمة هذا الكتاب إنني أستبعد استعمال اللهجة الشاذة حرصا مني على توحيد اللغة العربية على قواعد نحوية واحدة.”

قل: قلت له إني مستعد لمساعدته

ولا تقل: قلت له بأني مستعد لمساعدته

وكتب عبد الهادي بوطالب: “ويقال خطأ أيضا قلت له بأَني مستعد لمساعدته. وإقحام الباء في هذا التركيب لا معنى له. فالصواب قلت له إني مستعد.

وكثيرا ما تُقْحم الباء في تراكيب لغوية على سبيل الخطأ. وأنا أطلِقُ عليها نعت الطُّفَيْلِية أي التي تدخل الكلمات بدون دعوة ولا استئذان، كالطُّفَيْلي الذي يحضر الدعوات والولائم بدون أن يدعوه أو يأذن له رب البيت. وقد تحدثنا عن هذه الباء فيما سلف.”

قل: فتيان العراق الشوس البسلاء

ولا تقل: فتيان العراق الأشاوس

كتب مصطفى جواد: “وذلك لأن “الأشوس” وهو الذي ينظر بمؤخر إحدى عينيه ويرفع رأسه تغيظاً أو تكبراً أو غضباً يجمع على شوس قياساً وسماعاً مثل أحور وحور وأعور وعور وأسود وسود. قال ابن مكرم الأنصاري في لسان العرب: “شَوِسَ يَشْوَسُ شَوَساً وشاسَ يَشاسُ شَوْساً، ورجل أَشْوَسُ وامرأَة شَوْساءُ، والشُّوسُ جمع الأَشْوَسِ، وقوم شُوسٌ؛ قال ذو الإِصْبع العَدْوانيُّ: أَإِن رَأَيتَ بني أَبِيـ ـكَ مُحَمِّجِين إِليك شُوسا”. ولا يجمع الأشوس على الأشاوس إلا إذا نقل من الوصفية الى الإسمية كالأشهب والأشاهب.

قال أبو العباس المبرد في ذكر كتائب جيش المناذرة “كانت للنعمان خمس كتائب إحداها الوضائع وكتيبة يقال لها الشهباء وهي أهل بيت الملك وكانوا بيض الوجوه يسمون الأشاهب”.  ومثل الأساود جمع الأسود وهي الحية العظيمة فيها سواد وعلى هذا يكون القياس. فقل الفتيان الشوس ولا تقل الفتيان الأشاوس.”

وفوق كل ذي علم عليم!

وللحديث صلة….

عبد الحق العاني

 31 كانون الثاني  2016

This Post Has 2 Comments

  1. مد

    آعجمي وعربي (الرجاء تصحيح الآية) الضمير ليس فيها.

    1. alani

      السلام عليكم

      نص الآية الكريمة “ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد ”

      مع التقدير

      http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=1671

اترك رداً على alani إلغاء الرد


CAPTCHA Image
Reload Image