قل ولا تقل / الحلقة الثانية عشرة

قل: استُهتِرَ فلان بالدنيا واستُهتِرَ بالخمر واستُهتِرَ الزاهدُ بعبادة الله واستُهتِرَ غيره بالنساء فالأول مُستهتَرٌ بالدنيا والثاني مُستهتَرٌ بالخمر والثالث مٌستهتَرٌ  بعبادة الله والرابع مُستهتَرٌ بالنساء ومعنى أستُهتِرَ بها وبهن أنهم أولعوا بهن إيلاعاً كثيراً وأحبوهن حباً جماً تجاوز المعقول المقبول.

ولا تقل: إستَهتَرَ فلان ولا فلان مُستهتِرٌ

لأنه من الأفعال المبنية للمجهول المجهول فاعلوها. جاء في لسان العرب “وفي الحديث: سبق المُفْرِدُونَ؛ …… قال: والمُفْرِدُونَ يجوز أَن يكون عني بهم المُتَفَرِّدُونَ المُتَخَلُّونَ لذكر الله، والمُسْتَهْتَرُونَ المُولَعُونَ بالذكر والتسبيح. (المزيد…)

Continue Reading قل ولا تقل / الحلقة الثانية عشرة

قل ولا تقل / الحلقة الحادية عشرة

قل: القانون الدُّوَليَ

ولا تقل: القانون الدَّوْليَ

لأنه منسوب الى عدة دول ويراد بنسبته الدلالة على اشتراك الدول فيه. وذلك كقول العرب “رجل شعوبي” للقائل بمقالة الشعوبية، و “أصولي” للعالم بالأصول، و”إخباري” للعالم بالأخبار كالمسعودي. فهم لم يقولوا “رجل شعبي” بمعنى شعوبي ولا “أصلي” بمعنى أصولي ولا “خبري” بمعنى إخباري. فالنسبة الى الجمع واجبة إذا أريدت الدلالة على الإشتراك الجمعي. أفلا ترى أن الأمير عبيد الله بن عبد الله الطاهري صاحب ابن المعتز سمى رسالة له “السياسة الملوكية” ولم يقل “الملكية”. وقال قبله شيخ الكتاب الفصحاء ابو عثمان الجاحظ في كتاب الحيوان “إن سهره بالليل ونومه بالنهار خصلة ملوكية”. وقال شيخ الأخباريين ابو الفرج الأصفهاني في وصف العباس بن الأحنف “كان ظاهر النعمة ملوكي المذهب”. وأنت تقول “دراسة حقوقية” لا “حقية”. وسمى عثمان بن جني العلامة كتابه “التصريف الملوكي” وهو مطبوع.

(المزيد…)

Continue Reading قل ولا تقل / الحلقة الحادية عشرة

قل ولا تقل/ الحلقة العاشرة

 

قل: ضدٌّ و ضداًّ و ضدٍّ
ولا تقل: “ضدَّ” دائما

قل: فلان يكافح الإستعمار ويحاربه
ولا تقل: يكافح ضدَّ الإستعمار ويحارب ضدّه

ويستعلمون “الضِدَّ” منصوبا دائماً كأنه ظرف منصوب على الظرفية، ويقولون ذلك اتباعا للإفرنج الإنكليز “أكينست” والفرنسيين “كونتر”. والضد في العربية صفة حشرها التطور مع الأسماء وهي مشتقة من “ضادّه يُضادّه مضادّةً و ضداداً أي خالفه”. ثم اشتق منه صفة انتقلت الى الإسمية أيضاً وهي “ضديد” وهاتان الصفتان المنتقلتان الى الأسماء قياسيتان عندي من كل “فاعل يفاعل” بحسب الحاجة اليهما، وعدم الإلتباس في استعمالهما وثبوت الوصف فيهما، كالشبه والشبيه والمثل والمثيل والند والنديد وما لا يأتي عليه الإحصاء فكيف يكون الإسم المعرب كسائر الأسماء مقصوراً على الظرفية منصوباً أبداً؟

(المزيد…)

Continue Reading قل ولا تقل/ الحلقة العاشرة

قل ولا تقل / الحلقة التاسعة


قل: فلان يبهرج البضاعة ويزاول البهرجة وهو مبهرج بضاعة

ولا تقل: فلان يزاول القجغ والتهريب

وذلك لأن كلمة “القجغ” كلمة أعجمية، تركية الأصل واللفظ وصورتها “قاجاق” والمزاولة لهذا الضرب من العمل تسمى “قاجاقلق” أي البهرجة. جاء في لسان العرب “وفي الحديث أنه أتى بجراب لؤلؤ بهرج”…..قال القتيبي: أحسبه بجراب لؤلؤ أي عدل به عن الطريق المسلوك خوفاً من العشار…قال الأزهري: “وبهرج بهم إذا أخذ بهم في غير المحجة”.

(المزيد…)

Continue Reading قل ولا تقل / الحلقة التاسعة

قل ولا تقل/ الحلقة الثامنة

 

قل: الطبيب الخافِرُ وطبيب الخَفْر والجندي الخافِرُ وجندي الخَفْر

ولا تقل: الطبيب الخَفَر ولا الجندي الخَفَر

وذلك لأن الخافر أسم فاعل من خَفَرَه وخَفَرَ به وخَفَرَ عليه أي أمَّنه وحماه وأجاره وحرسه فيكون لفظ “الخافر” مستعملاً على سبيل المجاز للطبيب وعلى سبيل المجاز للجندي. أما “الخَفَر” فهو مصدر الفعل “خَفَرت المرأة تَخْفَرُ خَفَراً وخفارة أي استحيت أشد الإستحياء فهي خَفِرَة وخَفِير ومِخْفار”. ومن البديهي أن الذي يستعمل الخَفَر لا يريد خَفَر المرأة ولا يخطر ذلك بباله بل يريد صاحب النوبة والرقيب والموكل بالتدبر أو النظر أو الحراسة، ويجوز أن يكون الأصل في هذا الإصطلاح “الطبيب ذو الخَفْر” وهو بمعنى الطبيب الخافر باعتبار أن المراد باسم الفاعل هو النسبة الى الفعل، فقولهم “ذو الخفْر” هو رجوع الى الأصل، فينبغي أن يقال إذن “الطبيب ذو الخفْر” أو طبيب الخفْر باضافة الإسم الى فعل صاحبه وذلك أثقل من “الطبيب الخافر” وكذلك القول في “الجندي ذي الخفْر وجندي الخفْر”. فتسكين الفاء واجب لئلا يلتبس الخفْر الذي هو الحفظ والحراسة بالخَفَر الذي هو الحياء، ثم انه لا يجوز أن يكون الخَفَر جمعاً قياساً على حارس وحرس وخادم وخدم وطالب وطلب وقاعد وقعد وسامر وسمر وناشيء ونشأ، لأن المقصود خافر واحد لا جماعة ولا جمعية واستعمال الجمع مكان المفرد هو من اللغة العامية إذا كان المفرد غير مجزأ كقولهم، فلان أشقياء، وأبناء الثلاثين وفلان أرباب. (م ج)

(المزيد…)

Continue Reading قل ولا تقل/ الحلقة الثامنة

قل ولا تقل / الحلقة السابعة


قل: يرأَس اللجنة والقوم

ولا تقل: يرئِسهم

ويقولون رأس اللجنة أو القوم يرئِسها ويرئِسهم بكسر الهمزة، أي صار رئيسها أو رئيسهم، وانما اقتدوا في ذلك بالضبط الوارد في المنجد، تأليف الأب النصراني لويس معلوف اليسوعي، والرجل لم يكن لغوياً بل اختار كلم معجمه من محيط المحيط للبستاني وزينه بصور، بله ان المنجد لا يُعتمد عليه في ضبط الكلم وبخاصة الأفعال الثلاثية فأمرها عسير، ولم أعلم أنّى له كسر عين المضارع من الفعل “رأس” فالمسموع المدوّن والمقيس فيه فتحها. أما المدون فقد جاء في مختار الصحاح “رأس القوم يرأسهم بالفتح رئاسة فهو رئيسهم ويقال أيضاً ريّس بوزن قيَم”.

(المزيد…)

Continue Reading قل ولا تقل / الحلقة السابعة

قل ولا تقل/ الحلقة السادسة


قل: تأكّدت الشيء تأكّداً

ولا تقل: تأكّدت من الشيء

والفعل “تأكّد” لم يرد في كلام العرب إلا لازماً بمعنى توكّد فقد قالوا “تأكّد الأمرُ أي ثبت ثبوتاً وثيقاً. وجاء في لسان العرب “وكّد العقد أو العهد: أوثقه، والهمزة فيه (أي أكّد) لغة. يقال أوكدته وأكدته وآكدته إيكاداً، وبالواو أفصح أي شددته، وتوكّد الأمر وتأكّد بمعنى (واحد). ويقال: وكّدْتُ اليمين، والهمز في العقد أجود”.

(المزيد…)

Continue Reading قل ولا تقل/ الحلقة السادسة

قل ولا تقل / الحلقة الخامسة

قل: دَحَرنا جيش العدو فجيش العدو مَدْحُور

ولا تقل: إنْدحَرَ جيش العدو فهو مُندَحِرٌ

وذلك إذا كان هزْمه وكسْره ناشئاً عن حرب، وخسرانه في الحرب. وهو من باب المجاز. قال مؤلف لسان العرب نقلا: ” دحره يدحَره دحْراً ودحوراً، دفعه وأبعده… والدَّحرُ: تبعيدك الشيء عن الشيء…. والدحر: الدفع بعنف على سبيل الإهانة والإذلال، وفي الدعاء: اللهم ادحر عنا الشيطان، أي ادفعه واطرده ونحِّه، والدحور: الطرد والإبعاد، قال الله عز وجل: “اخرج منها مذؤوماً مدحورا أي مقصىً وقيل مطروداً” انتهى.

(المزيد…)

Continue Reading قل ولا تقل / الحلقة الخامسة

قل ولا تقل / الحلقة الرابعة

قل: الجنود المرتزِقة والجنود المرتزِقون وهؤلاء المرتزِقة وهؤلاء المرتزِقون (بكسر الزاي)

ولا تقل: المرتزَقة ولا المرتزَقون (بفتح الزاي)

وذلك لأن الفعل “ارتزق” يأتي على وجهين، أحدهما وجه اللزوم وهو باب “افتعل” الذي بمعنى اتخذ لنفسه أصل الفعل أي اتخذ لنفسه رزقا، فيكون “ارتزق فلان” بمعنى أصاب رزقاً أو نال رزقاً أو جعل لنفسه رزقاً. فهو مثل “اقتدر” أي اتخذ طبيخاً في قدر. والوجه الآخر وجه التعدي وهو “ارتزقه” أي افتعله بمعنى طلب منه أصل الفعل وهو الرزق فيكون “ارتزقه” بمعنى طلب منه رزقاً، مثل “اختدمه” أي طلب منه خادماُ.

(المزيد…)

Continue Reading قل ولا تقل / الحلقة الرابعة

قل ولا تقل / الحلقة الثالثة

قل: قُتلَ فُلان صبراً

ولا تقل: قُتلَ فُلان بدمٍ بارد

فقد إنتشر في وسائل الإعلام العربية إستعمال “قتل بدم بارد”. وقد دخل هذا الإستعمال المقيت والمنفر للسمع بعد أن قامت إحدى الصحف التي تصدر في بريطانيا بترجمة المصطلح الإنكليزي (Cold-blooded Murder) ترجمة حرفية. وهذه الترجمة البائسة تفترض أن العرب لم يعرفوا فعلاً أو صفة للتعبير عن قتل مثل هذا حتى جاء به الإنكليز متأخراً، فأضطررنا في جهالتنا أن نستعيره ونترجمه هذه الترجمة البائسة.

لكن هذه اللغة الثرية بمفرداتها وتراثها الكبير لم تغفل حالة القتل هذه.

  (المزيد…)

Continue Reading قل ولا تقل / الحلقة الثالثة