قل ولا تقل / الحلقة الحادية عشرة

قل: القانون الدُّوَليَ

ولا تقل: القانون الدَّوْليَ

لأنه منسوب الى عدة دول ويراد بنسبته الدلالة على اشتراك الدول فيه. وذلك كقول العرب “رجل شعوبي” للقائل بمقالة الشعوبية، و “أصولي” للعالم بالأصول، و”إخباري” للعالم بالأخبار كالمسعودي. فهم لم يقولوا “رجل شعبي” بمعنى شعوبي ولا “أصلي” بمعنى أصولي ولا “خبري” بمعنى إخباري. فالنسبة الى الجمع واجبة إذا أريدت الدلالة على الإشتراك الجمعي. أفلا ترى أن الأمير عبيد الله بن عبد الله الطاهري صاحب ابن المعتز سمى رسالة له “السياسة الملوكية” ولم يقل “الملكية”. وقال قبله شيخ الكتاب الفصحاء ابو عثمان الجاحظ في كتاب الحيوان “إن سهره بالليل ونومه بالنهار خصلة ملوكية”. وقال شيخ الأخباريين ابو الفرج الأصفهاني في وصف العباس بن الأحنف “كان ظاهر النعمة ملوكي المذهب”. وأنت تقول “دراسة حقوقية” لا “حقية”. وسمى عثمان بن جني العلامة كتابه “التصريف الملوكي” وهو مطبوع.

(المزيد…)

Continue Reading قل ولا تقل / الحلقة الحادية عشرة

أتعاد كارثة العراق في سورية؟

أبتدأ اليوم من حيث انتهيت آخر مرة حين كتبت قبل عشرة أيام:

أما ما يمكن أن يحدث بعد التأجيل فقد نعود له في حديث آخر!

وقد أتهم في أني اثبط عزيمة مقاتل أو أضعف ثبات مرابط، ولست أياً من هذا ذلك لأني أكتب بألم وعن خوف… فلست ممن تحملهم العواطف فيتكلمون في عالم غير واقعي. ذلك لأن من أهم قواعد الثورية أن يدرك من فيها كل العقبات بل أن يتوقع أسوأ المشاهد المحتملة.

واليوم وبعد أن تأجل الغزو العسكري تواجه سورية مشروعاً لا يقل خطورة عن الغزو العسكري. ويتلخص في مشروع تحاول الصهيونية فرضه عن طريق مجلس الأمن لتحقق ما عجزت عن تحقيقه من خلال موجة الظلمة التي غطت بها سورية لأكثر من عامين. وهذا المشروع يسعى لنزع سلاح سورية بدون قتال أو حتى مجازفة!

(المزيد…)

Continue Reading أتعاد كارثة العراق في سورية؟

قل ولا تقل/ الحلقة العاشرة

 

قل: ضدٌّ و ضداًّ و ضدٍّ
ولا تقل: “ضدَّ” دائما

قل: فلان يكافح الإستعمار ويحاربه
ولا تقل: يكافح ضدَّ الإستعمار ويحارب ضدّه

ويستعلمون “الضِدَّ” منصوبا دائماً كأنه ظرف منصوب على الظرفية، ويقولون ذلك اتباعا للإفرنج الإنكليز “أكينست” والفرنسيين “كونتر”. والضد في العربية صفة حشرها التطور مع الأسماء وهي مشتقة من “ضادّه يُضادّه مضادّةً و ضداداً أي خالفه”. ثم اشتق منه صفة انتقلت الى الإسمية أيضاً وهي “ضديد” وهاتان الصفتان المنتقلتان الى الأسماء قياسيتان عندي من كل “فاعل يفاعل” بحسب الحاجة اليهما، وعدم الإلتباس في استعمالهما وثبوت الوصف فيهما، كالشبه والشبيه والمثل والمثيل والند والنديد وما لا يأتي عليه الإحصاء فكيف يكون الإسم المعرب كسائر الأسماء مقصوراً على الظرفية منصوباً أبداً؟

(المزيد…)

Continue Reading قل ولا تقل/ الحلقة العاشرة

لماذا تأجل الغزو؟

حين كتبت قبل عشرة أيام “متى ستغزى سورية؟” قلت إني لست أكتب عن نبوءة لكنها قراءة في الحدث والتأريخ. ولا أعتقد أن أياً مما قلته ثبت خطله. ولن أعيد اليوم ماقلته بالأمس.

 فما الذي جرى وماذا يمكن أن يحدث غداً أو بعد غد؟

إن مما لا شكل فيه هو أن الغزو لم يلغ لأن المشروع لم ولن يتغير، أي ان الغزو قد يقع في أي مستقبل قريب إذا ظلت العوامل الفاعلة هي ذاتها ولم تتغير قواعد اللعبة بسبب عمل نقوم به نحن. ولن أخوض اليوم في موضوع ما يمكن أن يحصل لكني أكتب، بهدف الإستفادة من التجربة، عن سبب تأجيل الغزو والذي كان متوقعا أن يتم هذا الإسبوع وفي كل حال قبل ذهاب أوباما لمؤتمر الدول العشرين وذلك لكي يكون الغزو قد أصبح حقيقة وعلى الباقين أن يتعاملوا معه على  ذلك الأساس رغم أن سورية ليست مدرجة على جدول الأعمال.

(المزيد…)

Continue Reading لماذا تأجل الغزو؟

متي ستغزى سورية؟

لست أريد أن أدعي لنفسي التنبؤ بما سيحدث…ولست أريد أن أثير أحداً بما أكتبه.. إنما أكتب لأني أشعر بالخطر المحدق بهذه الأمة.

كنت قد حذرت من الخطر القادم قبل أكثر من عام حين كتبت أن الزمن ليس في صالح سورية.. ذلك أن الصهيونية ليست في عجلة من أمرها حيث إنها تستطيع أن تنتظر كي يرهق عدوها قبل أن تهاجمه.

وحين كتبت ان على سورية أن تحسم الوضع عسكرياً في أسرع وقت فإني كنت  أعني أن يتم هذا بأي ثمن لأن أي تسويف يسمح للصهيونية أن تمعن في تنفيذ مشروعها….

مسكين ذلك المحلل الذي قدمته قناة سورية الفضائية اليوم وهو يتحدث عن المجتمع الدولي الذي سيوقف الإرهابيين لأن هذا المجتمع سوف يكون هدفاً لتلك المجموعات… مسكين لأنه لم يتعلم مما حدث في العراق، ومسكين لأنه يعتقد أن المجموعات الإرهابية تمتلك القدرة الفنية أو العسكرية على التحرك لوحدها لكي تهدد أوربا وكأن الأدوات المنفذة في سورية ليست سوى بهائم تقوم بعمل محدد ينتهي بحددود ما كلفت به.. (المزيد…)

Continue Reading متي ستغزى سورية؟

لماذا يجب على سورية أن تغير قواعد المعركة؟

مقدمة

حين صرح سيد المقاومة مؤخراً أن هناك مشروعاً لتدمير لبنان فإنه أصاب ولا شك. لكنه أغفل أن يذكر كما يغفل الثوار في سورية أن مشروع تدمير دول الهلال الخصيب والتي تشكل حدود وأمن شبه جزيرة العرب كان قد أتخذ منذ أدركت الصهوينة أن مشروع الدولة الوطنية، والذي أوجده اتفاق سايكس – بيكو، فشل في خلق النظام السياسي الموالي لها في الوطن العربي. وقد بوشر بتنفيذ مشروع التدمير هذا في غزو العراق عام 1991 والذي وافق عليه كل النظام السياسي العربي وأغلب الجمهور العربي رغم كل ما يقوله البعض اليوم عن معارضته لذلك الغزو…. فلو صدق أي منهم لقاد سيارة محملة بالطعام لإطعام أطفال العراق أثناء سنوات حصار الإبادة الإثنتي عشرة. (المزيد…)

Continue Reading لماذا يجب على سورية أن تغير قواعد المعركة؟

قل ولا تقل / الحلقة التاسعة


قل: فلان يبهرج البضاعة ويزاول البهرجة وهو مبهرج بضاعة

ولا تقل: فلان يزاول القجغ والتهريب

وذلك لأن كلمة “القجغ” كلمة أعجمية، تركية الأصل واللفظ وصورتها “قاجاق” والمزاولة لهذا الضرب من العمل تسمى “قاجاقلق” أي البهرجة. جاء في لسان العرب “وفي الحديث أنه أتى بجراب لؤلؤ بهرج”…..قال القتيبي: أحسبه بجراب لؤلؤ أي عدل به عن الطريق المسلوك خوفاً من العشار…قال الأزهري: “وبهرج بهم إذا أخذ بهم في غير المحجة”.

(المزيد…)

Continue Reading قل ولا تقل / الحلقة التاسعة

قل ولا تقل/ الحلقة الثامنة

 

قل: الطبيب الخافِرُ وطبيب الخَفْر والجندي الخافِرُ وجندي الخَفْر

ولا تقل: الطبيب الخَفَر ولا الجندي الخَفَر

وذلك لأن الخافر أسم فاعل من خَفَرَه وخَفَرَ به وخَفَرَ عليه أي أمَّنه وحماه وأجاره وحرسه فيكون لفظ “الخافر” مستعملاً على سبيل المجاز للطبيب وعلى سبيل المجاز للجندي. أما “الخَفَر” فهو مصدر الفعل “خَفَرت المرأة تَخْفَرُ خَفَراً وخفارة أي استحيت أشد الإستحياء فهي خَفِرَة وخَفِير ومِخْفار”. ومن البديهي أن الذي يستعمل الخَفَر لا يريد خَفَر المرأة ولا يخطر ذلك بباله بل يريد صاحب النوبة والرقيب والموكل بالتدبر أو النظر أو الحراسة، ويجوز أن يكون الأصل في هذا الإصطلاح “الطبيب ذو الخَفْر” وهو بمعنى الطبيب الخافر باعتبار أن المراد باسم الفاعل هو النسبة الى الفعل، فقولهم “ذو الخفْر” هو رجوع الى الأصل، فينبغي أن يقال إذن “الطبيب ذو الخفْر” أو طبيب الخفْر باضافة الإسم الى فعل صاحبه وذلك أثقل من “الطبيب الخافر” وكذلك القول في “الجندي ذي الخفْر وجندي الخفْر”. فتسكين الفاء واجب لئلا يلتبس الخفْر الذي هو الحفظ والحراسة بالخَفَر الذي هو الحياء، ثم انه لا يجوز أن يكون الخَفَر جمعاً قياساً على حارس وحرس وخادم وخدم وطالب وطلب وقاعد وقعد وسامر وسمر وناشيء ونشأ، لأن المقصود خافر واحد لا جماعة ولا جمعية واستعمال الجمع مكان المفرد هو من اللغة العامية إذا كان المفرد غير مجزأ كقولهم، فلان أشقياء، وأبناء الثلاثين وفلان أرباب. (م ج)

(المزيد…)

Continue Reading قل ولا تقل/ الحلقة الثامنة

قل ولا تقل / الحلقة السابعة


قل: يرأَس اللجنة والقوم

ولا تقل: يرئِسهم

ويقولون رأس اللجنة أو القوم يرئِسها ويرئِسهم بكسر الهمزة، أي صار رئيسها أو رئيسهم، وانما اقتدوا في ذلك بالضبط الوارد في المنجد، تأليف الأب النصراني لويس معلوف اليسوعي، والرجل لم يكن لغوياً بل اختار كلم معجمه من محيط المحيط للبستاني وزينه بصور، بله ان المنجد لا يُعتمد عليه في ضبط الكلم وبخاصة الأفعال الثلاثية فأمرها عسير، ولم أعلم أنّى له كسر عين المضارع من الفعل “رأس” فالمسموع المدوّن والمقيس فيه فتحها. أما المدون فقد جاء في مختار الصحاح “رأس القوم يرأسهم بالفتح رئاسة فهو رئيسهم ويقال أيضاً ريّس بوزن قيَم”.

(المزيد…)

Continue Reading قل ولا تقل / الحلقة السابعة

قل ولا تقل/ الحلقة السادسة


قل: تأكّدت الشيء تأكّداً

ولا تقل: تأكّدت من الشيء

والفعل “تأكّد” لم يرد في كلام العرب إلا لازماً بمعنى توكّد فقد قالوا “تأكّد الأمرُ أي ثبت ثبوتاً وثيقاً. وجاء في لسان العرب “وكّد العقد أو العهد: أوثقه، والهمزة فيه (أي أكّد) لغة. يقال أوكدته وأكدته وآكدته إيكاداً، وبالواو أفصح أي شددته، وتوكّد الأمر وتأكّد بمعنى (واحد). ويقال: وكّدْتُ اليمين، والهمز في العقد أجود”.

(المزيد…)

Continue Reading قل ولا تقل/ الحلقة السادسة