قل ولا تقل / الحلقة الحادية والتسعون

إذا كنا نعاقب من يعتدي على الأثر التأريخي أو البيئة ألا يجدر بنا أن نعاقب من يهدم لغتنا؟ إن اللغة العربية هي أعظم تراث للعرب وأقدسه وأنفسه، فمن استهان بها فكأنما استهان بالأمة العربية نفسها وذلك ذنب عظيم ووهم جسيم أليم. (مصطفى جواد) فإن من أحب الله أحب رسوله، ومن أحب النبي العربي أحب العرب، ومن أحب العرب أحب اللغة العربية التي بها نزل أفضل الكتب على أفضل العجم والعرب. ومن أحب العربية عني…

Continue Reading قل ولا تقل / الحلقة الحادية والتسعون

قل ولا تقل / الحلقة التسعون

إذا كنا نعاقب من يعتدي على الأثر التأريخي أو البيئة ألا يجدر بنا أن نعاقب من يهدم لغتنا؟

إن اللغة العربية هي أعظم تراث للعرب وأقدسه وأنفسه، فمن استهان بها فكأنما استهان بالأمة العربية نفسها وذلك ذنب عظيم ووهم جسيم أليم. (مصطفى جواد)

فإن من أحب الله أحب رسوله، ومن أحب النبي العربي أحب العرب، ومن أحب العرب أحب اللغة العربية التي بها نزل أفضل الكتب على أفضل العجم والعرب. ومن أحب العربية عني بها وثابر عليها وصرف همته اليها. (الثعالبي)

 

قل: البطاقة الحيوية

ولا تقل: البطاقة البيومترية

شاع في الإستعمال مؤخراً “البطاقة البيومترية” حيث يناقش اللبنانيون هذه الأيام مَنْ من السياسيين سينتفع بانتجاها للنظام السياسي الفاسد، وكأنها ستصلح ما أفسده الدهر. ودخول هذه العبارة للغة العربية شأنه شأن الغريب الذي نقل بنصه خلال العقود الماضية كلما احتاجت العربية للتعبير عن حاجة أو استعمال جديد ذلك لأن القائمين على شؤون الأمة أميون!

فليس عسيراً أن يدرك المرء ان الحاجة لإستعمال جديد يمكن أن تسد باستعمال أي كلمة أو عبارة عربية ما دام المواطن العربي سوف يتقبلها كلمة جديدة وينشأ على استعمالها. لكن حتى هذه الحقيقة البسيطة صعبت على الأميين!

فمن أين جاءت هذه الكلمة وما يمكن أن يعبر عنها في العربية.

إن الكلمة (biometric)  مكونة من كلمتين هما (bio)  وهي كلمة يونانية تعني “الحياة” وكلمة (metric) وهي كذلك يونانية الأصل تعني ما له علاقة بالقياس.

ولا بد من التوقف قليلا هنا للنظر في العلاقة بين العربية واليونانية والتي تظهر من حين لآخر مما يوحي بامكانية وجود علاقة أعمق بين اللغتين بسبب الترابط التأريخي والجغرافي بين الفكر اليوناني ونشأته وبين الهلال الخصيب الذي شكل مهداً للحضارة الجديدة في الفكر المدون.

(المزيد…)

Continue Reading قل ولا تقل / الحلقة التسعون

دعوى ضد جورج بوش وتوني بلير بتهمة ارتكاب جرائم حرب في الفلوجة 2004

قدمت المواطنة العراقية السيدة ساجدة ثامر سعدون طلبا للمدعي العام البريطاني للإذن بمباشرة دعوى جنائية ضد جورج بوش وعدد من أعضاء حكومته وتوني بلير ووزير دفاعه بتهمة ارتكاب جرائم حرب في الهجوم على الفلوجة بين نيسان وتشرين الثاني عام 2004. ندعو كل من له حس انساني أن يدعم هذه الدعوى في أن يساهم بما يقدر عليه بالتبرع لحساب الجمعية الخيرية أدناه والتي قامت من أجل دعم دعاوى الإنتصار للعراق: Consortium of Legal Advisors IBAN:…

Continue Reading دعوى ضد جورج بوش وتوني بلير بتهمة ارتكاب جرائم حرب في الفلوجة 2004

قل ولا تقل / الحلقة التاسعة والثمانون

إذا كنا نعاقب من يعتدي على الأثر التأريخي أو البيئة ألا يجدر بنا أن نعاقب من يهدم لغتنا؟
إن اللغة العربية هي أعظم تراث للعرب وأقدسه وأنفسه، فمن استهان بها فكأنما استهان بالأمة العربية نفسها وذلك ذنب عظيم ووهم جسيم أليم. (مصطفى جواد)
فإن من أحب الله أحب رسوله، ومن أحب النبي العربي أحب العرب، ومن أحب العرب أحب اللغة العربية التي بها نزل أفضل الكتب على أفضل العجم والعرب. ومن أحب العربية عني بها وثابر عليها وصرف همته اليها. (الثعالبي)

 

قل: وَضَعَ حُمُولة على البعير
ولا تقل: وَضَع حَمُولة على البعير

ونأخذ مما كتبه ثعلب في “باب المضموم أوله والمفتوح باختلاف المعنى” ما يلي: “تقول: لَحمَة الثوبِ بالفتح ولُحمَة النسب بالضم، والأُكلة (بالضم): الغداء أو العشاء، والأَكلة: اللُّقمة، ولُجَّة الماء بالضم: معظمه، وسمعت لَجَّة الناسِ (بفتح اللام): تعني أصواتهم، والحُمولة (بالضم): الأحمال والحَمُولة (بالفتح): الإبل التي يحمل عليها للمتاع وتكون من غير الإبل أيضاً، والمُقامة: الإقامة والمَقَامة: الجماعة من الناس، والخُلّة: المودة، والخَلَّة: الخَصْلة والحاجة أيضاً، وشُفْر العين بالضم، ومنه تقول: ما بها شَفَرٌ اي ما بها أحد، وتقول: جِئْتُ في عُقُبِ الشهر إذا جئت بعد ما يمضي وجِئتُ في عَقِبِه أذا جئت وقد بقيت منه بقية، والدُّف: الجَنبُ والدَّف: الذي يلعب به، ووقع في الناس مُوات وموتات وأرضٌ مَوات.”

قل: اليقطين هو كل نبت انبسط على الأرض
ولا تقل: اليقطين هو القرع خاصة

وكتب البغدادي في ذيل فصيح ثعلب: “اليقطين هو كل نبت انبسط على وجه الأرض مما لا ساق له كالبطيخ والقثَّاء والقرع ونحوه،وقال ابن جبير: كل شيء ينبت ثم يموت من عامه فهو يقطين وليس هو القرع خاصة.” (المزيد…)

Continue Reading قل ولا تقل / الحلقة التاسعة والثمانون

إن مشكلة العراق هي في الدستور وليس في الإستفتاء!

لم أكتبْ مقالاً عن الوضعِ السياسيِّ في العراقِ لأشهرٍ، ذلك لأني لا أعتقدُ بوجودِ أيّةِ جَدوى من ذلك، فالعراقُ لا مستقبلَ لَهُ في المَدى القريبِ أو حتى المتوسطْ، ما لم تقمْ حربٌ واسعةٌ في المِنطقةِ قدْ تُغيرُ من ذلك. وسببُ هذا الاستنتاجِ القاسي، والذي لا أقولهُ تشفياً، هو ليس لأنَّ العراقَ قد غُزيَ فحسبُ، مما يقتضي أن يحتاجَ لفترةٍ حتى يتعافى من الغزوِ، كما حَدثَ في غزوِ ألمانيا واليابان بعد الحربِ العالميةِ الثانيةِ مثلاً. ذلك لأن هناك فرقاً كبيراً بين غزوِ هاتينِ الدولتينِ وغزوِ العراق. فقد كانَ غزوُ اليابانِ وألمانيا لحسمِ الحربِ والانتصارِ العسكريِّ، فانتهتْ الحربُ بانتصارِ الصهيونيةِ العالميةِ، وإخضاعِ الدولتينِ لها دونَ تغييرٍ كبيرٍ في النظامِ السياسيِّ لأيٍّ منهما. أما غَزوُ العراقِ فلمْ يكن لحسمِ حربٍ والانتصارِ العسكريِّ على العراق، والذي لم يكن عام 2003 ليشكلَ خطراً على أضعفِ جيرانهِ فكيفَ كان خطراً عسكرياً على الصهيونيةِ العالميةِ. لقد غُزيَ العراقُ للهدفِ المعلنِ، وهو “تغييرُ النظام”، وهذا يعني المجيءُ بنظامٍ سياسيٍّ جديدٍ يلائمُ مصلحةَ الصهيونيةِ العالمية.

ولن اتحدثَ عما فعلتهُ الصهيونيةُ العالميةُ التي غزتْ العراقَ عام 2003 ، بهدفِ تحويلِ العراقِ من بلدٍ عربيٍّ شبهِ اشتراكي، إلى بلدٍ صهيونيٍّ شبهِ رأسمالي، ذلك لأن هذا موضوعٌ ساهمتُ فيه بكتابينِ، ولن يكفيَهُ مقالٌ أو عدةُ مقالاتٍ. لكن ما أنا بصددهِ هنا أمران، أولُهُما: من هُمْ أدواتُ هذا الغزوِ من العراقيين، وثانيهما: ما الذي أسسَ له الغزوُ مما سيصعُبُ تغييرُه؟

(المزيد…)

Continue Reading إن مشكلة العراق هي في الدستور وليس في الإستفتاء!

من هو الإرهابي في سورية؟

 

لن أكتبَ عن تعريفٍ سياسيٍّ للإرهاب. لأن ذلك سوف يَعني أن اتعاملَ مع تناقضٍ بين من يُسمي إرهابياً من قاتلَ دفاعاً عن نفسهِ ضِدَّ غزوٍ أجنبيٍ وبين من يُسمي من يذبحُ الأطفالَ ويغتصبُ النساءَ مُجاهداً في سبيلِ إلهٍ لم يسمعْ أحدٌ بِه.

لكني سوفَ أكتُبُ عن التعريفِ القانونيِّ له حتى يُمكنَ لي الإجابةُ على السؤال. وآخذُ هذا من حُكمِ المحكمةِ الأعلى في لندن. وهذا لا يعني أنه أفضلُ تعريفٍ أو أنهُ الوحيد. لكني الجأ إليه لأسبابٍ عِدّةٍ ليس أقلّها أهميةً مساهمةُ المملكةِ المتحدةِ في دعمِ الإرهابِ في سورية. لكن الأهميةَ القُصوى تأتي من حيثُ إنَّ المحكمةَ الأعلى في لندن هي أعلى سلطةٍ قضائيةٍ في المملكة المتحدة وكلُّ حكمٍ تُصدرهُ يُصبحُ قانوناً مُلزماً لكل مؤسسةٍ في البلد. كما إن احكامَ هذه المحكمةِ ملزمةٌ في عددٍ من دولِ الكومنويلث وهاديةٌ في عددٍ آخر، ويُستشهدُ باحكامها في عددٍ من المحاكمِ خارجَ الكومنويلث وخصوصاً في محكمةِ العدلِ الدوليةِ والمحكمةِ الأوربية. لهذه الأسبابِ سأعتمدُ حكمَ المحكمة الأعلى في تعريفِ الإرهاب.

(المزيد…)

Continue Reading من هو الإرهابي في سورية؟

دعوى غزو العراق ضد توني بلير – تحديث ثان

قمنا، اثر قرار محكمة الإستئناف الفرعية في لندن يوم 31 تموز 2017 القاضي بأن الغزو ليس جريمة تحت القضاء الإنكليزي، برفع دعوى أمام محكمة حقوق الإنسان الأوربية ضد الحكومة البريطانية بتهمة تجاوز قانونها على حقوق المدعي الفريق الأول الركن عبد الواحد شنان آل رباط والمنصوص عليها في المواد 14، 13، 9، 7 و6 من الميثاق الأوربي لحقوق الإنسان في حجبه عن المقاضاة ومنعه من المطالبة بتعويض عادل عن الضرر الذي لحقه بسبب الغزو. عبد…

Continue Reading دعوى غزو العراق ضد توني بلير – تحديث ثان

قل ولا تقل / الحلقة الثامنة والثمانون

 

إذا كنا نعاقب من يعتدي على الأثر التأريخي أو البيئة ألا يجدر بنا أن نعاقب من يهدم لغتنا؟

إن اللغة العربية هي أعظم تراث للعرب وأقدسه وأنفسه، فمن استهان بها فكأنما استهان بالأمة العربية نفسها وذلك ذنب عظيم ووهم جسيم أليم. (مصطفى جواد)

فإن من أحب الله أحب رسوله، ومن أحب النبي العربي أحب العرب، ومن أحب العرب أحب اللغة العربية التي بها نزل أفضل الكتب على أفضل العجم والعرب. ومن أحب العربية عني بها وثابر عليها وصرف همته اليها. (الثعالبي)

 

قل: علم إجتماع الهوية: جدليات الوعي
ولا تقل: سوسولوجيا الهوية: جدليات الوعي

نشر مركز دراسات الوحدة العربية كتاباً بعنوان “سوسولوجيا الهوية: جدليات الوعي”. ولعمري لا أدري كيف يمكن للعجمة أن تعزز الوحدة العربية. فأول ما يوحد القوم لسانهم ومن لا يحرص على سلامة اللسان لا يمكن أن يحرص حقاً على وحدة الأمة.  فاذا لم يكن بالإمكان إصدار الكتاب بعنوان عربي فلا خير فيه ولا في صدوره!

وهذا الإستعمال، شأنه في ذلك شأن المفردات التي لا تعد لكثرتها والتي دخلت لغة العرب المكتوبة والمسموعة، يكشف تغرب العقل العربي المتسارع حتى أصبح مطلوباً من القارئ العربي أن يلجأ للقواميس العربية/الإنكليزية/ الفرنسية كي يعرف ما يريده الكاتب، وكأن هذا لا يكفي مطلباً مثبطاً كي يكتشف القارئ ان استعمال المفرد الأعجمي يختلف من كاتب لآخر.

فمن أين جاءت “سوسولوجيا” وما تعنيه؟ إن ملاحظة أن هذه الكلمة تستعمل هكذا في أغلب اللغات الأوربية يوحي أن أصلها لا بد أن يكون يونانياً/لاتينياً. (المزيد…)

Continue Reading قل ولا تقل / الحلقة الثامنة والثمانون

عجز المسلمين في الدفاع عن مسلمي بورما!

مرةً أخرى نرى قوافلَ النازحينَ من المسلمينَ كأن فلسطينَ بعيدةٌ عن الذاكرة. ومرةً أخرى تمتلأ الدنيا بالشكوى والعويلِ والإستنكار. إنما الفرقُ بين اليومِ وبين عامِ 1948 هو أننا نمتلكُ اليومَ الهاتفَ النقالَ وشبكةَ المعلوماتِ و”الفيس بوك” و “التويتر” وووو. وحيثُ إن المسلمَ اليومَ متقدمٌ ومتطورٌ ويُحسنُ استعمالَ هذه الأدواتِ فهو لا بد أن يرغبَ في أن يُذكرَ الآخرينَ بأنه يفهمُ ويتعاطفُ ويريدُ أن يقاتلَ المجرمينَ في بورما، لكن بشرطِ أن يقومَ بهذا القتالُ آخرونَ غيره لأنه، أي هذا المسلمَ، لا يقدرُ أن يقدمَ لمسلمي بورما سوى الكلامِ وعلى الآخرينَ أن يقدموا أكثرَ من ذلك. وعذرُهُ إما أنه مشغولٌ بعملهِ أو لديهِ عائلةٌ أو يخافُ من حاكمٍ طاغيةٍ أو من غضبِ دولةٍ لجأ اليها أو من قطعِ رزقٍ أو أو. ولا أدري لماذا يفترضُ ان الآخرين ليس لديهم ظروفٌ مشابهةٌ له!

فالمفتي فلان يدعو، وأية الله الآخر يتعجب….

أما أنا فاني اكادُ أغرقُ في الرسائلِ النصيةِ ومقاطعِ الفيديو التي تصلني كلَّ ساعةٍ تطالبُ باللغوِ نفسه داعيةً لعملِ شيءٍ. وأقضي وقتاً كبيراً من يومي أمسحُ بعضَها وأعلقُ على بعضٍ خُصوصاً إذا جاءتْ من صديق. (المزيد…)

Continue Reading عجز المسلمين في الدفاع عن مسلمي بورما!

لماذا غزيت ليبيا؟

مقدمة

كانت ليبيا قبلَ بِضْعِ سنواتٍ دولةً هادئةً نسبيا يأتيها عيشُها رغدا. فجاءتْ الصهيونيةُ العالميةُ فأنشأتْ مَناخاً اعلاميا، وهو كلُّ ما تحتاجُهُ، لشيطنةِ النظامِ لأكثرَ مما تستدعيهِ سياساتُهُ، وألَّبتْ العالمَ على ليبيا. فكان ما كان! حيثُ انتهتْ دولةُ ليبيا وتحولتْ لقبائلَ وزُمرٍ من الشُّذاذِ تفتقدُ كلَّ مُقوماتِ الأمنِ والسلامةِ والخدماتِ مما يحتاجُهُ الإنسانُ للعيشِ قبلَ أن يحتاجَ حُرِّيةَ الكلمةِ المزعومة.

ثُمَّ سكتتْ وسائلُ الإعلامِ عن تغطيةِ ليبيا فلم تَعُدْ تتصدرَ الإخبارَ كما كان برغمِ أن ما يحدثُ فيها اليومَ من ظُلمٍ وخَرابٍ اسوءُ بكثيرٍ مما كان يحدثُ في عهد مُعَمَّرٍ القذافي. ويَكشفُ هذا الصمتُ حقيقةَ أن الهدفَ من غزوِ ليبيا وخرابِها لا عَلاقَةَ له بشعبِ ليبيا وخيرِهِ ومُستقبلِه!

فماذا كان الهدفُ من غزوِ ليبيا إذن؟

(المزيد…)

Continue Reading لماذا غزيت ليبيا؟