حين يفشل إعلام المقاومة!

حين يفشل إعلام المقاومة!

نشر موقع “روسيا اليوم” يوم الثلاثاء الواقع في 9 آب 2022 الخبر التالي والذي أنقله كاملاً.

“بوتين يبحث هاتفيا مع نظيره الإسرائيلي قضايا التراث التاريخي ومجالات التعاون الثنائي

قال المتحدث باسم الكرملين إن الرئيس فلاديمير بوتين بحث مع الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ، بمبادرة إسرائيلية، التعاون الثنائي وقضايا التراث التاريخي بما فيها “الانتصار على النازية.

” وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف في تصريحات صحفية اليوم الثلاثاء: “تمت مناقشة عدد من قضايا التعاون الثنائي بين الجانبين، بما في ذلك في المجال الإنساني، مع مراعاة التراث التاريخي الغني للعلاقات الروسية الإسرائيلية. وتحدثا عن المساهمة الحاسمة للجيش الأحمر في الانتصار على النازية وإنقاذ الشعب اليهودي من الإبادة إبان الحرب الوطنية العظمى (1941-1945)، فضلا عن الدور الإيجابي لليهود في الحياة الاجتماعية والثقافية لروسيا.”

بدوره أفاد مكتب الرئيس الاسرائيلي بأن الرئيس إسحاق هرتسوغ تحدث اليوم الثلاثاء هاتفيا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. والتي بدأها الرئيس هرتسوغ بطلب من رئيس الوزراء يائير لبيد وبالتنسيق مع وزارة الخارجية.

وجاء في بيان الرئاسة الإسرائيلية “ناقش الرئيسان العلاقات الثنائية الإسرائيلية الروسية، بما في ذلك التحديات التي يواجهها الشعب اليهودي في الشتات. وفي هذا السياق، تحدث الرئيس هرتسوغ عن موضوع نشاطات الوكالة اليهودية في روسيا.”

وبحسب البيان أكد الرئيسان على مجالات التعاون المهمة بين إسرائيل وروسيا واتفقا على البقاء على اتصال. كما أكد الرئيس بوتين التزامه الشخصي بإحياء ذكرى الهولوكوست ومحاربة معاداة السامية.”

وكانت الهجمة الإسرائيلية الأخيرة والتي قتلت 44 فلسطنيا وجرحت العشرات وخربت البيوت والبنى قد توقفت مساء الأحد 7 آب أي ان المحادثة الهاتفية جرت بعد يوم واحد من المجزرة الجديدة والتي حقق فيها الصهيوني ما يريده كما في كل مرة.

والرسالة كانت واضحة في مدلولها حيث إن الجانب الروسي لم يشر الى أن “بوتين” قد بحث العدوان على غزة مع الجاني بل إنه بدل ذلك كان مهتما، كما عودتنا الصهيونية عند كل جريمة، بالحديث عن إبادة اليهود وتأريخهم المشرف والذي يبدو ان “بوتين” يعتز ويفتخر به .

ولا أريد أن أسلبه ذلك لكن من حق شعب فلسطين وحق الأمة العربية التي منحته قواعد على ساحل الأبيض المتوسط أن تتوقع منه موقفا أخلاقيا عن حق شعب فلسطين في الحياة وهو الذي يخبرنا كل يوم أنه ذهب لقتال أوكرينا من أجل حماية الروس الساكنين فيها من القتل والعدوان. أكان مطلباً صعبا لو أن “بوتين” طلب من الرئيس الإسرائيلي أن تخفف دولته من جرائمها بحق شعب سلب منه كل شيء.

إلا أن أكثر ما آلمني أني وجدت ما يسمى باعلام المقاومة لا ينقل هذا الخبر برغم أهميته ولا يعلق عليه أو على مدلوله.

حيث إن سياسة اعلام المقاومة تقوم على أسس بائسة. فهي تعتقد أن واجبها هو تغطية جرائم العدو للجمهور العربي وكأن المواطن العربي لم يعش سبعين عاما من جرائم الصهيونية وكأن أكثر الأحياء من العرب لم يولدوا في تلك الجرائم ولم يعيشوها في فلسطين والعراق وسورية وليبيا. إن جمهور العرب لا يحتاج لساعات من الأخبار تحدثه عن معاناة الأسير فلان وعن مصيره. فتغطية كهذه قد تنفع في التوضيح لو كان المخاطب بريطانيا أو في جنوب أمريكا على سبيل المثال. أما المواطن العربي فلم تعد تعني له شيئا لأنها لا تأتي بجديد.

إلا أن خبرا مثل هذا الذي نشره موقع روسيا اليوم والذي يعرض رسالة واضحة من تل أبيب وموسكو من حيث التوقيت والمحتوى هو الذي يجب أن يغطيه اعلام المقاومة ويعطيه الحجم الحقيقي من الإهتمام والبحث حتى إذا أغضب هذا عددا من الأصدقاء.

فهل تغير قنوات المقاومة سياستها في تنوير المشاهد العربي أم أنها ستقضي الساعات، كما تفعل اليوم، وهي تغطي مظاهرات في بغداد لجمهور بائس متخلف يمثل جناحين من أجنحة المشروع الصهيوني يتقاتلان في العراق من أجل أن يثبت أحدهما أنه أنفع للصهيونية من الآخر؟

عبد الحق العاني

12 آب 2022

اترك تعليقاً


CAPTCHA Image
Reload Image