هل للنفاق الروسي حدود؟

هل للنفاق الروسي حدود؟

علق أحد أصدقاء روسيا حين سألت عن سبب تأييد روسيا لغزو واحتلال العراق بأن “بوتين” لم يكن يومها في الحكم. وهذا العمى الذي وصفه المتنبي قائلاً:

وعين الرضى عن كل عيب كليلة // ولكن عين السخط تبدي المساويا

لا تسنده الحقائق لمن أرادها.

فقد كان “بوتين” يحكم روسيا حين وافقت على قرار مجلس الأمن رقم 1441 الذي أباح للصهيونية حجة غزو العراق واحتلاله عام 2003.

وكان “بوتين” يحكم روسيا حين دعمت قرار مجلس الأمن رقم 1483 الذي سلم العراق لحكم الصهيونية وكان بمقدوره أن يمنع ذلك لأنه ليس من واجبات مجلس الأمن مكافأة المعتدي!

وكان “بوتين” يحكم روسيا حين وافقت على قرار نزع سلاح سورية دون أن يشير القرار الى أسلحة الدمار الشامل في دولة إسرائيل!

وكان “بوتين” يحكم روسيا حين وافقت على قرار مجلس الأمن بفرض الحظر على ليبيا والذي قاد لغزوها وتحويلها الى دويلات الطوائف والقرى!

وحين أرادت روسيا بوتين أن تفسر ذلك النفاق فإنها طلعت علينا بأنها “خدعت” في موافقتها على القرار!

وقبل أيام جمع الصهاينة مجلس الأمر وطلبوا منه الموافقة على قرار يخولها العدوان على اليمن وهو لا يكن يختلف كثيرا عن الطلب في حال ليبيا. ووافقت روسيا على القرار وهي تعلم يقينا أنه سوف يكون مسوغ العدوان على اليمن. وادعت أنها حاولت تعديله لكنها لم توفق!

ولا تختلف هذه الإدعاءات المنافقة كثيرا عن القرارات المتعلقة بحرب الإبادة على غزة والتي وافقت روسيا عليها جميعا مدعية أنها فعلت ذلك بناء على طلب “المجموعة العربية”، ولم تقل لنا من هي تلك “المجموعة”!

لكن روسيا في حقيقة الأمر فعلت ذلك لأنها تؤمن كما قال لافروف أنها تحارب الإرهاب في أوكرانيا كما تفعل إسرائيل في محاربة الإرهاب في غزة!

واليوم طلعت علينا “زخاروفا” لتقول لنا إن ما فعلته الصهيونية هو أنها حرفت قرار مجلس الأمن حين اعتدت على اليمن.

 

عزيزتي “زخاروفا” إن الأمة العربية ليست كلها بسذاجة شعوبكم السلافية.

كفوا عن نفاقكم!

كفوا عن الحديث عن الحاجة لحماية أمن إسرائيل وكأنها هي الضحية!

أعلنوا صراحة اين تقفون من السلاح النووي الإسرائيلي!

أعلمونا بصدق أين تقفون من المشروع الصهيوني لإبتلاع أرض العرب!

اشرحوا لنا صراحة كيف سيتحقق مشروع الدولتين، والذي لا تؤمنون حقا به، وكفوا عن ترديد العبارة البائسة وأنتم ترسلون لنا “زبالات” قومكم!

أعلمونا بأي حق جاء ملايين الروس لإستيطان أرض فلسطين ومنهم من جاء من “أوديسا الروسية ” ليستوطن غلاف غزة!

كفوا عن النفاق! اعلنوها صراحة أنكم مع المشروع الصهيوني ولم يختلف الموقف في عهد “بوتين” الرأسمالي عن ذلك في عهد ستالين الشيوعي!

 

عبد الحق العاني

12 كانون الثاني 2024

اترك تعليقاً


CAPTCHA Image
Reload Image