قل ولا تقل / الحلقة الثانية والثلاثون

إذا كنا نعاقب من يعتدي على الأثر التأريخي أو البيئة ألا يجدر بنا أن نعاقب من يهدم لغتنا؟

 

قل: كان عمله مَرضِيّاً وكانت طريقته مَرضِيّة

ولا تقل: كان عمله مُرضياً وكانت طريقته مُرضية

لأن “الرضا” واقع على العمل والطريقة. قال الجوهري في الصحاح: “رضيت الشيء وارتضيته فهو مَرْضي، وقد قالوا مَرضو فجاؤوا به على الأصل” ثم قال: “وعيشة راضية أي مَرْضية….. وأرضيته عني ورَضَّيته بالتشديد أيضاً فرضي وتَرَضَّيته وأرضيته بعد جهد واسترضيته فأرضاني”.

وقال الفيومي في المصباح المنير: “رضيت الشيء ورضيت به رضاً: اخترته….وشيء مرضي أكثر من مرضو”.

وجاء في لسان العرب: “ورَضيتُ الشيء وارْتَضَيْتُهُ فهو مَرْضِيٌّ، وقد قالوا: مَرْضُوٌّ فجاءوا به على الأصلِ…ورضيه لذلك الأمر فهو مَرْضُوٌّ ومَرْضيٌّ”. ثم قال: “ويقال: هو مَرْضِيٌّ، ومنهم من يقول مَرْضُوٌّ لأَن الرِّضا في الأَصل من بنات الواو، وقيل في عيشَةٍ راضِيَة أَي مَرْضِيَّة أَي ذات رضىً”.

(المزيد…)

Continue Reading قل ولا تقل / الحلقة الثانية والثلاثون

قل ولا تقل / الحَلْقة الحادية والثلاثون

  إذا كنا نعاقب من يعتدي على الأثر التأريخي أو البيئة ألا يجدر بنا أن نعاقب من يهدم لغتنا؟    قل: أنا آسف عليه وأومن بالله ولا تقل: أأْسف عليه وأؤمن به ذلك لأن العرب أذا توالت في لغتها همزتان هكذا وكانت الثانية ساكنة قلبت الثانية مدة مجانسة لحركة الهمزة الأولى فتقول: "آسف عليه" لا "أأسف عليه" و "آجر الدار" لا "أأجر الدار" و "أنا آمن بالله" ولا "أؤمن بالله" و "أوخذ الى الدار"…

Continue Reading قل ولا تقل / الحَلْقة الحادية والثلاثون

قل ولا تقل / الحلقة الثلاثون

إذا كنا نعاقب من يعتدي على الأثر التأريخي أو البيئة ألا يجدر بنا أن نعاقب من يهدم لغتنا؟

 

قل: هذه الكبرى وتلك الصغرى
ولا تقل: هذه كبرى وتلك صغرى

وكتب الحريري:”ويقولون: هذه كبرى وتلك صغرى، فيستعملونهما نكرتين، وهما من قبيل ما لم تنكره العرب بحال، ولا نطقت به إلا معرفا ًحيثما وقعا في الكلام، والصواب أن يقال فيهما: هذه الكبرى وتلك الصغرى، أو هذه كبرى اللآليء وتلك صغرى الجواري كما ورد في الأثر: إذا اجتمعت الحرمتان طرحت الصغرى للكبرى أي إذا اجتمع أمران في أحدهما مصلحة تخص وفي الآخر مصلحة تعم، قدم الذي تعم مصلحته على الذي تخص منفعته.

وذكر شيخنا أبو القاسم بن الفضل النحوي رحمه الله أن فعلى بضم الفاء تنقسم إلى خمسة أقسام:

(المزيد…)

Continue Reading قل ولا تقل / الحلقة الثلاثون

قل ولا تقل / الحلقة التاسعة والعشرون

إذا كنا نعاقب من يعتدي على الأثر التأريخي أو البيئة ألا يجدر بنا أن نعاقب من يهدم لغتنا؟

 

قل: توفرت الشروط في الأمر الفلاني

ولا تقل: توافرت الشروط (في الأمر الفلاني)

وذلك لأن معنى “تَوَفّرت” بلغت العدد المطلوب والحال المرادة والحد المعين، أما معنى “توافرت” فهو تكاثرت وليس المراد تكاثر الشروط ودواعي وفارتها بل المراد كونها كاملة كما ذكر آنفاً. وكان الكتاب والمتكلمون اللغة الفصيحة يقولون “توفّرت الدواعي وتوفّرت الشروط” حتى خرج أسعد خليل تذكرته المسماة تذكرة الكاتب وقال: “ويستعملون الفعل توفر بمعنى وَفَرَ أو توافر أي كثر، فيقولون: يجب أن تتوفر فيه الخبرة التامة، وهذا الأمر لا تتوفر فيه الأسباب الكافية. وفي اللغة توفر عليه رعى حرماته وصرف همه إليه” إنتهى قوله (المزيد…)

Continue Reading قل ولا تقل / الحلقة التاسعة والعشرون

قل ولا تقل / الحلقة الثامنة والعشرون


إذا كنا نعاقب من يعتدي على الأثر التأريخي أو البيئة ألا يجدر بنا أن نعاقب من يهدم لغتنا؟

قل: بالأصالة عن نفسي والوَكالة كالأصالة

ولا تقل: الإصالة (عن نفسي)

وذلك لأن “الأصالة” مصدر الفعل “أصل يأصل” وهو من أفعال الغرائز واشباهها فينبغي أن يكون مصدره على وزن “فَعالة”. قال الجوهري في الصحاح “ورجل أصيل الرأي أي محكم الرأي وقد أصل أصالة مثل ضخم ضَخامة ومجد اصيل اي ذو أصالة”. وجاء في مختار الصحاح “وقد أصُل من باب ظَرُف ومجد اصيل: ذو أصالة”.

 وورد في لسان العرب: “أصُلَ الشيء: صار ذا أصل. قال أمية الهذلي:
وما الشُّغْلُ إِلا أَنَّني مُتَهَيِّبٌ لعِرْضِكَ            ما لم تجْعَلِ الشيءَ يَأْصُلُ

ويقال إِنَّ النخلَ بأَرضِنا لأَصِيلٌ أَي هو به لا يزال ولا يَفْنى. ورجل أَصيِل: له أَصْل. ورَأْيٌ أَصيل: له أَصل. ورجل أَصيل: ثابت الرأْي عاقل. وقد أَصُل أَصالة، مثل ضَخُم ضَخامة، وفلان أَصِيلُ الرأْي وقد أَصُل رأْيُه أَصالة، وإِنه لأَصِيل الرأْي والعقل. ومجد أَصِيل أَي ذو أَصالة”. إنتهى

(المزيد…)

Continue Reading قل ولا تقل / الحلقة الثامنة والعشرون

قل ولا تقل / الحلقة السابعة والعشرون

إذا كنا نعاقب من يعتدي على الأثر التأريخي أو البيئة ألا يجدر بنا أن نعاقب من يهدم لغتنا؟

قل: أمر مُهم وقد أهمَّه الأمر

ولا تقل: أمر هام وقد همَّه الأمر

قال الراغب الأصبهاني في مفردات غريب القرآن: وأهمّني كذا أي حملني على أن أهم به، قال تعالى: “وطائفة قد أهمّتهم أنفسهم”. فالأنفس مهمَّة إذن لا هامَّة فالشيء المهم هو الذي يبعث الهمة في الإنسان ويجعله يهم ويقلقه أحياناً. ونقل اللفظ من الوصفية الى الإسمية فقيل له “المُهم” وجمع على “المهام” تكسيراً وعلى “المهمات” تصحيحاً. وهو بالبداية اسم فاعل من أهمّه يُهمّه إهماماً.

والهام هو المحزن وهو من همَّه أي أحزنه حزناً يذيب الجسم، ولا محل له في تلك الجملة. وقال ابن السكيت وهو الدليل الخريت في اللغة العربية، قال في كتابه اصلاح المنطق: “ويقال قد أهمّني الأمر: إذا أقلقك وأحزنك، ويقال قد همّني المرض اي أذابني….ويقال همّك ما أهمّك”.

(المزيد…)

Continue Reading قل ولا تقل / الحلقة السابعة والعشرون

قل ولا تقل / الحلقة السادسة والعشرون

إذا كنا نعاقب من يعتدي على الأثر التأريخي أو البيئة ألا يجدر بنا أن نعاقب من يهدم لغتنا؟

قل:  أكملت القوات الروسية عمليات سيطرتها على القرم وسيكون كيري في كييف يوم الثلاثاء

ولا تقل:  القوات الروسية أكملت سيطرتها العملانية على القرم وكيري في كييف الثلاثاء. (قناة المنار 3-3-14)

كتب لي صديقي الشاعر يقول:”هناك كلمة تشق قلبي حين اقرأها هي العملانية”. وهي ولا شك تشق قلوب الكثيرين وأنا منهم. فهي إستعمال قبيح لشنيع القول أدخله جاهل من جهلة المساهمين في الإعلام العربي وما أكثرهم. وقد يكون للجاهل العذر أن يكشف عن جهالته في إستعمال خاطئ كهذا، لكن ما هو عذر الآخرين كي ينقلوا عنه في عمى هذا النقل فيشيع الفحش في القول بين الكتاب والقراء على حد سواء؟

(المزيد…)

Continue Reading قل ولا تقل / الحلقة السادسة والعشرون

قل ولا تقل / الحلقة الخامسة والعشرون


إذا كنا نعاقب من يعتدي على الأثر التأريخي أو البيئة ألا يجدر بنا أن نعاقب من يهدم لغتنا؟

قل: أمحمدٌ في الدار أم مستأجرها؟ وقل: أمقيمٌ أنت أم مسافر؟ وقل: أأردت هذا أم لم ترد؟
ولا تقل: هل محمدٌ في الدار أم مستأجرها؟ ولا تقل: هل مقيم أنت أم مسافر، ولا تقل: هل أردت هذا أم لم ترد؟

وذلك لأن الهمزة هي الأصل في الإستفهام، قال الزمخشري في المفصل: “والهمزة أعم تصرفاً في بابها من اختها (هل). تقول أزيد عندك أم عمرو؟ يعني لا يجوز في الكلام العربي الفصيح أن يقال: هل زيد عندك أم عمرو؟ فإذا استعملنا حرف العطف (أم) للتعيين بدل الإستفهام وجب أن نستعمل معها همزة الإستفهام ولا نستعمل “هل”، كقوله تعالى: “وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا؟، وقوله تعالى: “فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلَىٰ سَوَاءٍ ۖ وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ؟”. وقال الشاعر:

(المزيد…)

Continue Reading قل ولا تقل / الحلقة الخامسة والعشرون

قل ولا تقل / الحلقة الرابعة والعشرون


إذا كنا نعاقب من يعتدي على الأثر التأريخي أو البيئة ألا يجدر بنا أن نعاقب من يهدم لغتنا؟

قل: هؤلاء الضباط البُسلاء والباسلون

ولا تقل: هؤلاء الضباط البواسل

لأن “البسلاء” هو جمع البسيل في الأصل وجمع الباسل في الإستعارة المعروفة باستعارة الجموع، والبسيل والباسل معناهما الشجاع والبطل الشديد، وجمع العقلاء على فُعلاء أي بُسلاء نحو كريم وكُرماء هذا لبسيل. ويقال باسل وبُسلاء نحو شاعر وشعراء وفاضل وفضلاء.

أما “البواسل” فهو جمع لغير العاقل وللمؤنث، تقول أسد باسل واسود بواسل وفتاة باسلة وفتيات بواسل، أي باسلات. قال في لسان العرب: “والبسالة الشجاعة والباسل الشديد والباسل الشجاع والجمع بُسلاء”، ولم نذكر الجمع الآخر الذي هو بُسل لأنه غريب، قال ابن مكرم الأنصاري في لسان العرب: “وفي حديث خيفان قال لعثمان (رض) أما هذا الحي من همدان فأنجاد بُسل اي شجعان وهو جمع باسل وسُمي به الشجاع لإمتناعه ممن يقصده”. (المزيد…)

Continue Reading قل ولا تقل / الحلقة الرابعة والعشرون

قل ولا تقل / الحلقة الثالثة والعشرون

 

إذا كنا نعاقب من يعتدي على الأثر التأريخي أو البيئة ألا يجدر بنا أن نعاقب من يهدم لغتنا؟

قل: إن السلطنة تتصدر الرُّوّاد في الخدمات “التدبيرية”

ولا تقل: إن السلطنة على طريق الريادة اللوجستية

فقد نشرت جريدة الوطن العمانية يوم 30 كانون الثاني 2014 وعلى صفحتها الأولى خبراً تحت هذا العنوان: “السلطنة على طريق الريادة اللوجستية”. ولا بد للقارئ العربي أن يتوقف عند هذه العجمة فلا “اللوجستية” عربية ولا “الريادة” مما عرفه العرب. والوطن ليست أسوأ الصحف لغة في سلطنة عمان فبعض ما ينشر في غيرها يخجلك حتى أن تقرأه. ولعل من المحزن أن البلد الذي أعطى العربية الخليل بن أحمد الفراهيدي وابن دريد والذي لم يخضع لإحتلال أجنبي مباشر كما هو حال عرب شمال أفريقيا، إنتهى بهذا المستوى المتدني في إستعمال اللغة العربية.

(المزيد…)

Continue Reading قل ولا تقل / الحلقة الثالثة والعشرون